ناصر الخالدي
يموت كل شيء ويبقى الوطن، يعيش فينا وقت الشدة ونعيش عليه وقت الرخاء، وليس الوطن حقلا من البترول او مساحة للبيع والشراء، انما هو ولاء وانتماء وليس احقادا واحزابا ومصالح شخصية، ومن يرد من الوطن فقط مسكنا ومأكلا ومشربا فله ما يريد ولكن عليه ان يموت في مكان آخر فالوطن العزيز لا يريد الا الاوفياء والوفاء ليس كلمات تكتب بالصحف والمجلات وانما هو الاحتراق والموت من اجل اعلاء هذا الوطن الذي اعطانا الكثير، اعطانا الامن والامان واحتضن جراحنا وآلامنا وحاول قدر المستطاع ان يحقق احلامنا فيه، عرفنا الحب والسلام ومن اجله تكاتفنا ايام المحن، فما بالنا اليوم لا نرد الجميل لهذا الوطن؟
اشرقت شمس يوم الاثنين الموافق 25 يونيو الماضي وهي تحمل بين اشعتها ملف استجواب وزير النفط الشيخ علي الجراح وما ان توهج قرص الشمس حتى اعلنت المطرقة الخشبية بدء الجلسة التي شاهدت امورا لم يكن احد يتوقعها.
التأزيم الذي شاهدناه لن يتضرر منه الا المواطن الذي ينتظر انجازات الحكومة ووعود الاعضاء وفي اثناء انتظاره تعصف بأشرعته هذه الاستجوابات التي لا اجد عنوانا يليق بها اكثر من «باب النجار مخلع».. الامور بدأت تتأزم حتى لم تعد هناك ثقة بانجازات تحقق طموحات الشعب، على ان في الطرفين اناسا مخلصين ولكن الامور اختلطت ببعضها، فيا من تهمه مصلحة هذا الوطن ساهم في استقراره من خلال اختيارك لمن يستحق ان يمثلك، وأعتقد اننا أخذنا دروسا من الماضي فلا ننخدع في المستقبل من الشعارات المزيفة.
اخيرا الى اعضاء مجلس الامة جميعا اقول: نحتاج وقفة جادة من اجل مستقبل افضل فالمشاكل اكثر مما تتصورون، فما زلنا في حاجة الى أشياء كثيرة نأمل منكم إنجازها، ولكن عندما نتابع جلساتكم نتحسر لاننا في واد وانتم في واد اخر، هي نسيتم همومنا؟ نريد وظائف للعاطلين ونريد الا تنقطع الكهرباء عن اطفالنا، نريد تعليما جيدا لاولادنا ونريد اصلاح شوارعنا.
لا تملّ ايها النائب فلم تنته مشاكلنا بعد.. نريد ونريد، ونتمنى ان تكونوا معنا صادقين.