ناصر الخالدي
هي الحياة فلا تعجب ولا تستغرب، فتاة تحمل في بطاقتها إعاقتين من الوزن الثقيل فهي لا ترى ولا تمشي ومع هذا فعندها العديد من الطموحات، تألقت في طفولتها، وهاهي تزداد تألقا في شبابها، إنها حوراء التي قرأت خبرها في «الأنباء» في عددها الصادر يوم السبت الماضي، والتي أثبتت ان الإعاقة في كثير من الأحيان تكون مصدرا للنجاح والتميز، فليس سرا ان حوراء فاقت قريناتها، فرغم كل الحواجز والأسوار استطاعت ان تحصل على نسبة 80.6% في القسم الأدبي، وهذا إنجاز يضاف إلى سجل الإنجازات التي حققتها في حياتها، فهناك الكثير من الذين لا يعانون من أي إعاقة، لكنهم لم يحصدوا ما حصدته هذه الشابة الطموح، وأكثر ما استوقفني هو مناشدتها للوزيرة لقبولها في كلية العلوم الاجتماعية، ومن هنا وعبر هذه الزاوية أوجه نداء إلى وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي نورية الصبيح بضرورة التدخل لأن حوراء نموذج رائع يجب أن تعطى فرصتها، فرغم الظلام استطاعت ان تسير وتحقق هذا النجاح الباهر، وإذا سنحت لها الفرصة ودخلت الى الكلية التي تريدها، فهي بلا أدنى شك ستكون مثالا للإرادة والتحدي، وبهذا نكون فعلا أنصفنا المعاقين وفتحنا أبوابنا لهم حتى يعبروا عن كل ما يشعرون به.
وفي الخبر الذي قرأته في «الأنباء» أمر غاية في الأهمية وهو وقفة أم حوراء إلى جانب ابنتها، وذلك من خلال تدريسها وتوجيه النصائح لها، إنها حقا أم مثالية تستحق الاحترام والتقدير، وهكذا هي الأسرة الصالحة التي تستسلم لقضاء الله وقدره ولا تصخب أو تجزع بل تحاول قدر المستطاع ان تعيش في سعادة وسرور، ومع الأم كان الجد الذي لم يتأخر في الدعم والتشجيع والمؤازرة، وبعد سنوات من العطاء جاءت الثمرة يانعة يتمناها الجميع.
أخيرا أتمنى على الوزيرة الاهتمام بهذا الموضوع قدر المستطاع، وكم أتمنى لو أن الوزيرة تجلس مع حوراء وتسمع ما سمعته منها، فهي مثال للأدب والأخلاق والاحترام، وكذلك الجد والاجتهاد، كما أنها اذا عرفت ظروفها تعتقد انها في غاية الحزن أما اذا حدثتها فتشعر بأنها مصدر للفرح والبهجة والسرور.
جولة
الحقيقة شعرت بسعادة بالغة وأنا أقرأ الصحف طوال الأيام الماضية لأنها كانت تحمل اخبار المتفوقين، وهذا يبشر بوجود جيل يحترم العلم ويريد تحصيل أعلى الدرجات العلمية، وأتمنى التوفيق لكل الذين نجحوا وندعوهم لاستكمال مسيرة النجاح، فالحياة لا تحترم الخامل الكسول، ورسالة أوجهها لكل من لم يحالفه الحظ في النجاح لا تيأس فلازال في العمر متسع وبقية، ولكن من الآن ابدأ وحاول، فلكل شيء ثمن، وكذلك النجاح له ثمن وثمنه الاجتهاد.