ناصر الخالدي
معاناة تفوق الخيال يعيشها المراجع والموظف على السواء في المجلس الأعلى لشؤون المعاقين، فقديما كانت المعاناة تقتصر على المواقف فلا تجد لسيارتك موقفا، إلا بعد صراع طويل وبعد ان تذهب الساعة وراء الساعة واذا وجدت موقفا لسيارتك فالمصاعد الكهربائية غير كافية هذا مع ان اغلب المراجعين من فئة المعاقين، ولا يمكنهم صعود السلالم وبديهي أن المفترض توفير المصاعد الكهربائية ولكن لم يتم ذلك، واذا اردنا ان نتجاهل امر المواقف والمصاعد فإلى الآن لا يوجد مدير تنفيذي في المجلس ولا يوجد مختصون في مجال رعاية وخدمة المعاقين ومن باب العدل والانصاف فإننا نقدر جهود بعض الموظفين المخلصين الذين يؤدون واجباتهم على أكمل وجه، ففي الأمس القريب طلب مني احد الاخوة الاعزاء الذهاب معه الى المجلس الأعلى لشؤون المعاقين ليستخرج تقريرا طبيا لأحد ابنائه وهناك اكتشفت معاناة جديدة لم اكن اتصور يوما من الايام ان اقف عليها وان وجدت فوجودها عارض لا يستمر اكثر من ساعة ولكن هذه المعاناة وهي انقطاع التكييف مستمرة منذ أسابيع، ولا أدري هل ذلك من باب الحرص والترشيد أم أنه الاهمال والتقصير؟
تخيل انك تجد تحت مكتب كل موظف وموظفة مروحة كهربائية تدور في الحر من أجل ان تبعث الهواء البارد والانتعاش ولا أدري كيف تكون نفسية هؤلاء الموظفين وهم يعيشون في بيئة مكتبية غير صالحة للعمل؟ فبعضهم لديه حساسية وبعضهم لا يتحمل الحر ولا يمكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه، لأنهم بشر يستحقون ان نلبي مطالبهم وبعد ذلك نحاسبهم على التقصير والفوضى ان وجدت ونقف على اسبابها.
ومادام الحديث عن هموم المعاقين ولأن هذه الفئة عزيزة علينا، نتمنى ان يتم الالتفات اليهم جيدا فالحقيقة ان هناك معاقين في أمس الحاجة الى أبسط الاشياء من مثل الكراسي المتحركة وجهاز الابصار للمكفوفين وكذلك الاجهزة التعويضية وكل هذه الاجهزة لا يتم صرفها إلا بعد «طلوع الروح» ويحدثني احد العاملين في المجلس عن مقدار الشتائم التي توجه اليه اثناء الدوام ويتذمر من تصرفات المراجعين، ولا غرابة في ذلك، فهو لم يعش معاناتهم ولم يعرف الظلم ولم يجرب الألم ولو فقد اصبعا من اصابعه او انكسر مفصل من مفاصله لعرف انهم معذورون ولكنه بفضل الله موفور الصحة والعافية فلمثله اقول لا تتأخر في مساعدة هؤلاء المراجعين لأنهم يستحقون المساعدة، وأما امر الشتائم والسباب فلا ننكر ان هناك مراجعين همهم ان يستغلوا اعاقة ابنائهم ويحصلوا على جميع المميزات المالية وبعضهم يأتي الى المجلس دون توكيل ويريد بذلك ان يحصل على كل شيء، وهذا قانونيا لا يجوز، فيا أيها المراجعون اتقوا الله وكونوا منصفين.
أخيرا اتمنى ان يتم الالتفات الى هذه المعاناة والقضاء عليها بأسرع وقت ممكن، فعلى حد علمي ان احد المراجعين عندما رأى الموظفين يتذمرون من الحر تبرع بوحدة تكييف واذا أراد احد ان يتحقق من هذا الموضوع فليذهب الى الدور الأول وينظر بعينه كما نظرت بعيني ونصيحتي له ألا يدخل المطبخ لأنه سيفاجأ بأن جميع ملفات المراجعين موجودة في المطبخ ومعرضة للخطر ولا يحفظها إلا الله.. فعسى ان يحفظنا من حفظ الملفات.