ناصر الخالدي
مثل انتشار الصبح انتشر خبر اعتقال وحش حولي وطار بسرعة البرق فسار على الافواه وملأ الاسماع وتحدثت به المجالس حتى ما ان دخلت مجلسا الا وجدتهم يتكلمون عنه، ويذكرون نهايته التي اختارها بنفسه ليكون عبرة لكل مجرم ولكل ظالم ولكل من تسول له نفسه اثارة الرعب وزعزعة الامن وتشريد الابرياء وبث الخوف في نفوس المطمئنين، ومنذ أكثر من عام والكل ينتظر بفارغ الصبر اللحظة التي سيتم فيها اعتقال هذا الوحش الذي ارتكب الكثير من الجرائم حتى صرنا نشعر بانه لا وجود لمكان آمن فكان الكل يتوجس خيفة.
«وحش حولي» لقب لانسان كان بامكانه ان يكون فردا من الافراد الفاعلين في المجتمع، وكان بامكانه ان يتميز في عمله ومع اسرته وفي علاقاته وكان بامكانه ان يتميز في علاقته مع ربه ويصلح نفسه ويبتعد عن الشر ولكنه ابى الا ان يكون واحدا من المجرمين الذين يهددون أمن المجتمع.
وحش حولي الذي تصدرت صوره جميع الصحف مجرم ابى الا ان يسلك درب الضياع ويسير فيه الى نهايته حتى اضناه المسير فلم يجد بدا من التوقف، ولما توقف كان توقفه عند المحطة الاخيرة ليستقبله رجال الداخلية بالسلاسل والقيود، ونحن نثمن جهود رجال الداخلية الابطال الذين كانوا عند حسن الظن فلم يتأخر واحد منهم في الدفاع عن هذه الارض الطيبة التي يحفظها الله بطيبة اهلها وبدعوات الاباء والامهات.
وبعد انتهاء آخر فصل من فصول قصة وحش حولي هناك امران لابد من الوقوف عليهما، الاول هو انه من واجب وزارة الداخلية تطبيق اللوائح والقوانين فيما يخص مخالفي قانون الاقامة لان وجودهم لا يطمئن خصوصا ان اعدادهم بدأت تتزايد في الآونة الاخيرة، اذن فلا بد من وقفة جادة من قبل الجهات المعنية حتى نعيش بلا خوف، وبلا قلق، والامر الثاني يتعلق بتجار الاقامات الذين لا هم لهم غير الحصول على المال حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والمواطنين فمثل هؤلاء يجب ان يجدوا من يردعهم ولا يردعهم غير القانون، فيا اهل القانون لا تتساهلوا في تطبيقه حتى يعم الامان.
اخيرا، الحمد لله الذي اعاد الينا الامن وجعل كيد الحاقدين في نحورهم ونسأل الله ان يديم الامن في وطننا الغالي.
«جولة»
الجرائم صغيرة كانت ام كبيرة تبث الرعب وتعرقل مسيرة النجاح فمن واجبنا جميعا ان نكافح الجرائم ونمنعها قدر المستطاع، وليس هذا واجب وزارة الداخلية فقط بل هو واجب كل انسان يستطيع ان يقدم شيئا للمجتمع، فالجريمة قد يتضرر منها الطفل الصغير او الشيخ العجوز ولا تحتاج بشاعتها الى وصف فهي واضحة وضوح الشمس.