ناصر الخالدي
في هذا المقال سأتحدث عن الحب وما كنت افتح هذا الموضوع لولا رسالة وصلتني من احدى الاخوات تسأل عن رأيي في الحب قبل الزواج، لذا سأقول رأيي وقبل ذلك سأتكلم عن الحب وعندي فيه تجارب ولي معه قصة طويلة ان سمحت الظروف سأحكيها ولن اخفي من تفاصيلها سطرا وان لم تسمح الظروف فسأكتمها بقلبي حتى تموت بموتي ونرحل انا وهي بعيدا عن هذا العالم بعيدا عن كل الاحزان والهموم بعيدا عن الرفض والقبول، نعيش معا حيث لا يرانا احد ولا يدري عنا احد.
تسألني عن الحب والحب سر البقاء ومصدر الهناء ومن لم يعرف الحب لم يعرف طعم الحياة فهو الذي يهذب اخلاقنا وهو الذي يغذي مشاعرنا فلولا الحب لما كان الوجود ولولاه لما غرد الطائر فوق الغصون ولما تفتحت الورود ولولاه لكان الصمت والجمود وكان النكران والجحود، فهل في الدنيا سلام الا من وراء الحب وهل كان في الدنيا حنان بغير حب؟ ام كانت هناك ابتسامة بلا حب؟
بالله عليكم اجيبوني فأنا ارى الحب ضرورة من ضرورات الحياة ولا ارى فيه بأسا وفيه كل الخير، الا انني اعرف من الحب حب الله الذي خلقني من عدم واعطاني كثيرا من النعم، وحب امي التي حملتني كرها ووضعتني كرها فاعتنت بي اجمل عنـاية ورعتني احسن رعاية، واستنى واكرمتني واحتضنت كل جراحـــي، وحب ابي الذي وقف الى جانبي في مراحل حياتي ولم يكن الا نهرا متدفقا عطاء وجودا، وحب جدي الذي ما غاب خياله عن عيني مذ توفاه الله وقد كان ذلك من خمسة اعوام رحلت كأنها عندي عصر بل عصور، وحب جدتي الحنونة التي احببتها غاية الحب فجاء الموت يحطم اشرعة الوصل ويقتحم اسوار الجمال.
انا لا اتكلم عن حب امرأة بعينها ولا اتكلم عن تجربة سابقة ورأيي ان اي علاقة حب بين شاب وفتاة انما هي ضرب من ضروب الجنون فهذه العلاقة هابطة لانها سابقة لاوانها، ولان الرجل اذا احب امرأة وجب عليه ان يخطبها ثم يتزوجها ثم بعد ذلك يحدثها بكل ما يريد ويعبر عن مشاعره تجاهها وليفعل ما يريد فقد اصبحت زوجته، اما ان يخدع الرجل امرأة فيقول لها عندما تتحسن الظروف سنتزوج فهذا هو ما لا يسمى حبا والحب منه بريء، ولو كان المقام يسمح لعرضت عليكم بعض الرسائل التي وصلتني من ضحايا المكالمات الهاتفية ومن ضحايا الشهوة التي يسميها البعض حبا، والذي اعرفه ان الذي يحب شخصا ما لا يمكن ان يتسبب في ازعاجه ولا يمكن ان يخدعه.
هناك فتيات بأعمار الزهور يطفن بالاسواق والمجمعات ولا يبالين بشيء، تتساهل الواحدة منهن بأمر التعارف والاختلاط ولا ترى بذلك بأسا فتخدع نفسها اذ تقول انها تجرب من الشبان حتى تجد المخلص فتتزوجه، فهل وفرت على نفسها الوقت والجهد، حتى يأتيها بنفسه الى بيتها باحثا عنها؟ ثم اني اسألها هل يحترم الرجل امرأة خانت ربها واهلها؟ ان كان يوجد رجل كذلك فأنا اعتقد انه ناقص الرجولة او انه يعاني من نقص حاد جدا.
اما الشباب فالحزن والاسى والضياع لما نراه وما نسمع عنه من امور لا يقبلها عاقل، فتأسف عندما تجد شابا يتجول بالمجمعات ويضايق الفتيات واحزنني مشهد لا انساه لاحد المبتلين عندما قال لفتاة «تكفه اخذي الرقم» فهل يرضى احد الشباب ان تخدع اخته؟ هل يرضى احدهم ان تستغل اخته؟ حتما لا يرضى اي واحد منهم بذلك.. اذن فما بالهم يرضون بذلك على بنات الناس.
اخيرا لا حل لهذه العواطف المترعة الا بالزواج فمن كان يستطيع فلا يتردد وليست كل البيوت قامت على الحب فمع الايام يولد الحب وتولد السعادة ونصيحتي الى كل من لديه علاقة مشبوهة هي ان يتوب الى الله قبل فوات الاوان.