ناصر الخالدي
قبل أيام قامت مجموعة الفرحة والأمل التطوعية بزيارة الى الأطفال المصابين بأمراض الدم في مستشفى البنك الوطني وكانت ملامح الشوق واضحة على وجوه الأطفال، فما أحلاه من لقاء، وما أعذبه من حديث وما اجملها من كلمات! تلك التي سمعتها من الطفل نواف الذي كان من بين الاطفال المرضى، فقد لمست فيه الصبر ورأيت فيه الشجاعة والإقدام، أما الطفل عبدالعزيز فقد جلست معه متأملا البراءة في وجه أنهكه المرض وأتعبته الأدوية، حاولت سبر أعماقه لعلّي أعرف بعض الذي يجول في خاطره فما استطعت، وحاولت ان اخفف عنه ولو شيئاً بسيطا فما حصلت الا على ابتسامة لا أزال اذكرها ومضت ساعة عاش فيها الاطفال بعيدا عن قيود المرض، ففي صالة الألعاب كان اعضاء مجموعة الفرحة والامل يوزعون الألعاب والهدايا على الأطفال، يحضنون هذا ويقبلون ذاك، وتبتسم هذه وتفرح تلك وينتصر الأمل على كل أوجاع الحياة، ويغفو الأطفال في جفن المرض وهو نائم، فياليت كل ساعاتهم مثل تلك الساعة التي قضيتها مستــمتعا بصحبة الفرحة والأمل، هذه المجموعة التطوعية التي نمت وكبرت حتى صارت شجرة يانعة الثمار من بعد ان كانت مجرد فكرة راودت الاخت ام عبدالعزيز بعد حصولها على لقب الأم المثالية اضافة الى نيلها جائزة الدانة من بنك برقان، والحق ان هذه الفكرة ما كانت لترى النور لولا الله ثم الأيادي البيضاء التي ساهمت في دعم كل انشطة المجموعة.
في نفس الزيارة التقينا طفلة اسمها حور العين عمرها 3 ســنوات اسـتـوقفتني عيناها الجميلتان رغم ما بهـــما من حـــزن ولوعة، حور لم تغرِها الألــعاب، وبــدت وكأنها شمس أوشكت على المغيب، أو كأنــها وردة في طريقها الى الذبول، وبدت على وجهها ملامح الألم، وتركت المكان وراحت الى امها فبكت دموعا ما أغلاها.
هذه الطفلة لم تبك إلا من الم المرض وكثرة الأدوية، فهي منذ اسبوعين او اكثر لم تخرج من المستشفى ولم تـــذق طعم الفرح، مقيدة كالطـــائر الجمـــيل يغرد في غـــربته، فهل يفقه احد تغريد هذه الطــفلة البريئة التي تئن من مرض اللوكيــميا؟ حــور قالـــت لأمهـــا: «يمه انتي عشــتي اللي أنا عــشــته» فكاـن السؤال أكبر من الإجابة ولا أنسى ان أشيد بوالدتها الصابرة المحتسبة للأجر والثواب وبخالتها التي تشاطرها الألم وتحاول اسعادها بطريقة أو بأخرى.
أتمنى من وزارة الصحة الاهتمام باحتياجات الأطفال المصابين بأمراض الدم والاهتمام بنفسية الأطفال قدرالمستطاع وجعل المستشفى متكاملا من جميع النواحي، وأتمنى من وزيرة الصحة د.معصومة المبارك زيارة مستشفى البنك الوطني والوقوف على هموم وتطلعات الأطفال المرضى.
اللهم لا تدع مريضا منهم إلا شفيته وألهمت أهله الصبر.
أخيرا، كلمة حق لابد من قولها: كل الشكر والتقدير لجميع أعضاء مجموعة الفرحة والأمل التطوعية وايضا الى جميع العاملين في المستشفى والى الهيئة التمريضية التي تؤدي واجبها على أكمل وجه دون تقصير.