ناصر الخالدي
لا عجب ولا استغراب عندما يجد الواحد منا رجلا يبني بيته على احدث طراز ويربي ابناءه افضل تربية ويعامل زوجته افضل معاملة.
ففيما العجب والرجل يفعل كل ذلك حتى يعيش بسلام، لكن العجب كل العجب عندما تجد من يحطم مستقبله ومستقبل ابنائه ويشتت شمل اسرة كاملة من اجل اشباع رغبته.
الزوجة الثانية راحة ام عذاب؟ في الحقيقة لا يخفى على احد ان الشرع اباح التعدد وجعل للرجل مساحة من الحرية في ذلك فلا بأس ولا حرج على الزوج عندما يتزوج على زوجته ولكن الشرع لا يرضى بالظلم ولا يقبل تحطيم المشاعر ولا يدعو للانانية، ولما اباح التعدد جعل له ضوابط وشروطا اذ من الظلم الفادح عندما يتزوج الرجل على زوجته دون سبب ودون تقصير منها وانا هنا لا اقف مع المرأة ضد الرجل بل انا اقف وقفة الرجل المحايد واقول ما يمليه علي ضميري.
العدل بين الزوجات شرط في الدين الاسلامي فمن منا يقدر على ان يعدل كل العدل ومن منا يستطيع ان يتحكم بعواطفه ومشاعره فيقسمها بين امرأتين وبعضهم لا يقول امرأتين بل يقول «علتين» واذكر حديث ذلك الرجل الذي كان يتكلم عن الزواج وعذابه ثم اخذ يناقض نفسه ويقول «لو تفارقني هالعلة» واتزوج من اخرى لكنت اسعد انسان في العالم وكنت اتصور ان العلة مرض فعلمت ان العلة كناية عن الزوجة.
تزوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) اكثر من امرأة ولكن المتأمل في سيرته يجد انه لم يتزوج طمعا باشباع رغبة او تلبية لحاجة فلم يكن مقصده من وراء ذلك الا مواسة لزوجة مات زوجها وتضحية من اجل امرأة مؤمنة واثقة بالله ولم يتزوج بكرا غير عائشة رضي الله عنها وارضاها ولم يظلم واحدة من زوجاته وكان يعدل بينهن في كل شيء ونحن نرى ان الرجل في وقتنا ان تزوج بامرأة ثانية طار في هواها وراح يشدو من اجل رضاها، اما الزوجة الاولى فرحم الله ايامها وتضحياتها فقد ضاعت هباء منثورا والعدل شرط من شروط التعدد فاذا لم تستطع ان تعدل فلا تظلم زوجتك وان قصرت في حقك مرة فربما قصرت في حقها مرات، وان كنت لا تنجب الا بنات وانت تريد ذكورا فتذكر ان الذي رزقك البنات بيده ان يرزقك البنين واما ان اردت ان تتزوج بأخرى لان زوجتك عقيم فتخيل لو كنت انت سبب العقم وجاءت زوجتك تطلب الطلاق ماذا ستفعل؟
التعدد خير لا شر، لانه حلال في الشرع، ولكن الشر كل الشر ان كان التعدد من اجل اللذة والاستمتاع وان لم يكن هناك عدل وتفاهم ورضى فسيكون هناك ضياع من ورائه وبعض الزوجات تقصر في حق زوجها اشد التقصير ولا تعيره اهتماما ثم اذا جاء يريد ان يتزوج غيرها سفهت احلامه وجعلته في اسفل السافلين.
اخيرا الرجل الذي يتزوج على زوجته افضل بكثير من الرجل الذي يخون زوجته لان الاول يتزوج وفق شرع الله، واما الآخر فيقترن وفق الهوى والشيطان ومن دون ان يدري احد.