ناصر الخالدي
جاءتني عبر البريد الإلكتروني خاطرة مرسلة من الأخت عذبة الروح تقول فيها: بني، عمر أفنيته لك وفيك، عمر قضيته ما بين بسمتك، وراحة عينيك، بني أهانت عليك مدامعي؟ بني أفلا تحتويني قليلا كما كنت أحتويك، بني كنت أبتهج عند ابتسامتك، وأتيتم عند حزنك، فلمَ لم تعد تحس بي؟ بني ألن تأتي إلي؟ فقلبي اكتسى السواد عزاء للرحيل، فقط هي عيني تطلب اللقاء، لا تريد سوى رؤياك، عندها سأغيب وتبقى آخر صورة لي من دنياي.. انت، إن كنت ذاك المنتظر فقم، فإنها قد ملت الانتظار، قم وسابق الخطوات إليها باشتياق يسبقك دمعك والاعتذار، لهفة لتقبيل كفيها والقدمين فقد كانت أول الملبين لك.
ومن جملة ما وصلني مقال رائع اختصره في الآتي: تقول كاتبته الأخت منى الحربي: الإنسان منذ ولادته يمر بمجموعة من المراحل العمرية، فترى المراهق ينتظر بلوغه سن الثامنة عشرة حتى يحوز رخصة القيادة ثم يتمنى أن يبلغ سن الرشد ولكن مع مرور الزمن ومضي العمر يتمنى لو أن الزمن يعود للوراء، فنحن بالرغم من حزننا على مضي العمر ترى البعض منا يحتفل بيوم ميلاده ويفرح بتلقي الهدايا من أحبابه ويتناسى أن حلول هذا اليوم يعني أن العمر قد زاد سنة والسنة تجر الأخرى والسنون تنبت الشيب في رؤوسنا والشيب يعني قرب انتهاء العمر فمن منا يعبث بالآخر، الزمن يعبث بنا، أم نحن نعبث به؟
قديما قرأت في كتاب لا أذكر اسمه أن الزمن هو مدة الأشياء المتحركة، والدهر مدة الأشياء الساكنة، فالأيام لابدّ أن تجري فإن كانت في طاعة الله فالخير والبركة وإن كانت في معصيته فالحزن والخيبة ولا مجال للعبث في حياة المؤمن.
قبل أيام كنت على موعد مع الإخوان في برنامج الرجل حيث تكلمنا في بداية الحلقة عن بر الوالدين مع ذكر بعض القصص في البر والعقوق وأعجبني ودون مبالغة الجهد الذي يبذله القائمون على هذا البرنامج الهادف الذي يناقش كثيرا من القضايا التي تهم الرجل الجدير بالذكر أن البرنامج من إعداد الأخت خلود المفيدي وتقديم كل من الأخ خالد أمين والأخ فيصل الرشيد.
قبل أيام تلقيت اتصالا من مختار منطقة الفردوس والعارضية بالإنابة الأخ هادي خلف العنزي وعلى إثر الاتصال قمت بزيارة إلى المختارية وبدأنا نتحدث عن المنطقة وهمومها وطموحات سكانيها ولا يخفى على أحد أن المختار سفير يمثل أهل المنطقة ويعبر عنهم، واهتمام مختار الفردوس بصيانة الشوارع والمدارس ومطالبته بإنشاء مستشفى لأهل المنطقة وتواصله مع السكان وزيارتهم بشكل مستمر وفوق هذا كله اسلوبه الراقي وثقافته العالية، كل هذه أمور يشكر عليها ومن يذهب إلى المختار فسينعم بشراب الزعتر المنعش.
قبل ايام كنت في ضيافة أحد الأصدقاء في منطقة القيروان ولكن الضيافة (طلعت من عيني) فهموم أهل المنطقة فوق التصور، لا توجد عندهم هواتف أرضية فمنذ سنوات ووزارة المواصلات لا ترد على شكاواهم، رغم حقهم في الحصول على هذه الخدمة، ولا توجد عندهم حدائق ولا أماكن ترفيهية، فالمنطقة تكاد تكون منطقة أشباح بالإضافة إلى وجود المستنقعات وكذلك مساجد المنطقة تحتاج إلى صيانة والإخوة في وزارة الأوقاف لا يتهاونون في صيانة بيوت الله، وأما تشجير المنطقة فهو توجه دولتنا الحبيبة لكن الكارثة الكبرى فقط في التطبيق نأمل من الجهات المسؤولة زيارة المنطقة والوقوف على ما تحتاج إليه حتى نستمتع بالضيافة مرة أخرى وإلا فالله يكون في العون.