عاش سنوات طويلة ولا يزال عاشقا للثقافة والفكر محبا للأدب والتاريخ مولعا بالاطلاع، ما أن ينتهي من قراءة كتاب حتى يبدأ بآخر، وهكذا أصبحت الثقافة جزءا من حياته يمارسها في كل لحظة من لحظاته في مكتبه الخاص أو في مكتب الوزارة، في بيته أو حتى في رحلاته الخاصة، وعندما يتحدث فهو أديب بارع وخطيب مفوه يتحدث العربية والإنجليزية والفرنسية.
إنه وزير الثقافة والفنون والتراث القطري د. حمد بن عبدالعزيز الكواري الذي قابلته في مكتبه قبل عدة أيام في لقاء كان بالنسبة لي من أجمل اللقاءات حيث تجولنا في حدائق الذكريات وبساتين التجارب لنقطف من رحلة الدراسة والحصول على الدكتوراه، إلى فرنسا وذكريات العمل الديبلوماسي وكيف تعلم اللغة الفرنسية، إلى بيروت حيث القراءة والاطلاع واقتناء الكتب، إلى البحر وذكريات الزمن الجميل وصولا إلى مهمته كوزير للثقافة، ومما يزيد إعجابي بهذا الرجل هو إيمانه بأنه لا يوجد وزير دائم وأن المناصب مؤقتة بهذه الفلسفة يستطيع الوزير أن يحقق نجاحا لأن سياسة التعلق لا تجدي نفعا.
خلال لقائي مع د.حمد الكوراي سألته عن حصول قطر على لقب الدوحة عاصمة الثقافة وهل صحيح ما يعتقده البعض بأن قطر تتجه بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق الإنجازات الرياضية فقط ليكشف الستار عن سلسلة من الإنجازات الثقافية والفكرية من بينها إنشاء متحف قطر الإسلامي والذي يعتبر من الصروح الثقافية المتميزة وكذلك إنشاء الحي الثقافي (كتارا) إلى جانب نشر العديد من الكتب الأدبية والتاريخية وكم هو جميل ما سمعته من معالي الوزير بأن التطور الحقيقي لا يكون إلا من بوابة الثقافة والفكر ولا يقوم إلا على سواعد الشباب وهذه هي قطر تولي الشباب أهمية بالغة لتحقيق مزيدا من النجاحات.
قبل أن ينتهي اللقاء قام د.حمد الكواري بإهدائي مجموعة من الكتب من بينها كتاب لغتنا الجميلة للمؤلف الرائع فاروق شوشة وكتب أخرى أجدها نعم الزاد لرحلاتي القادمة وهكذا انتهى اللقاء على أن يتجدد في المرة الأخرى في الحي الثقافي حيث نتعرف على جوانب ومحطات من حياة هذا الرجل المثقف وإلى أن يحين اللقاء كل الشكر والتقدير للأخ سلمان المالك والأخ عبدالله جاسم الزيارة من وزارة الثقافة والفنون والتراث.
لا قيمة للجاه والثراء بلا أمن واستقرار وليت البعض يتفهم هذا لأننا اليوم ولله الحمد ننعم بوجود الأمن والأمان والإحساس بالحرية، فهل يفرط عاقل بكل هذه النعم؟
[email protected]