ناصر الخالدي
من لا يتربى في بيته فلا يمكن أن يتربى في الشارع، ومن لا يكتسب الأخلاق فلا فائدة من اكتسابه أي شيء، لأن الأخلاق ترفع من شأن الإنسان وتجعل له مكانة بين الناس ولو كان فقيرا معدوما، ومع هذا، وللأسف الشديد، فان هناك كثيرا من البشر تغريهم المناصب وتشغلهم الدنيا فتجعل تصرفاتهم وأفعالهم أغرب ما يكون، وكما قيل «إذا لم تستح فافعل ما شئت».
نعم إذا لم تستح فلا تبال بما يقول الناس عنك حتى لو جرحت مشاعرهم وآذيتهم بتصرفاتك، لا تبال حتى وإن رأيتهم يتذمرون ويشتكون، ارجوك لا تهتم ولا تبالي فما هي أول او آخر مصيبة ترتكبها في حياتك، وكما كان في السابق فليكن الآن، ألست دائما تقول انك أفضل الناس وانك احسنهم وانك تملك ما لا يملكون وان عندك من الإمكانيات ما لا يوجد عند غيرك من الناس، ارجوك لا تهتم بكلام الناس واعلم أنك مسكين لا تعرف على رأي المثل «كوعك من بوعك»، ارجوك قف مع نفسك وقفة إن وقفتها ستعرف فيما بعد أثرها وستعرف أنك عديم الإحساس لم تتعلم شيئا وأنك تحمل شهادة بلا علم وأنك مسكين لم تتعلم أخلاقيات المهنة.
نعم إذا لم تستح فلا تبال بمشاعر الناس ولا تكترث لأحزانهم، فما أنت بأول أو آخر من يتلاعب بمشاعر الناس من أجل التكسب والعيش، انسج لهم من حكاياتك وبعض القصص ما يوهمهم بأنك من أهل العلم والفكر وارجوك لا تبال فعلى شاكلتك الكثير من الذين يعيشون على أحزان الناس ومشاكلهم، وليس العتب عليك بل العتب على تلك الجامعات التي خرّجت لنا من أمثالك الكثيرين الذين لا تستفيد من مناقشتهم غير «ارتفاع الضغط» وقد ناقشتك يا «سعادة الدكتور» أكثر من مرة ولم أستفد غير شيء واحد أتدري ما هو؟ اني كشفتك على حقيقتك وعرفت ما لم يعرفه غيري ولا شك في أن الحياة دروس وعبر، والحمدلله الذي جعل لنا أناسا من أمثالك حتى نعتبر بهم ونحمد الله الذي فضلنا على كثير ممن خلق.
لا شك ان كثيرا من القراء يريدون معرفة الشخص الذي أعنيه بكلامي إلا أنني أعتذر لأن والدي علمني أن احترام الناس واجب لابدّ منه، لذلك أنا اتكلم بشكل عام عن بعض اصحاب الشهادات العليا الذين لا يحترمون الناس ولا ينظرون إليهم إلا نظرة المتكبر المتعالي ويفرحون بأحزان البشر ومصائب الناس عندهم صفقة تجارية رابحة ويتكلم المتكلم منهم على أنه أعرف خلق الله بأوجاع الناس وطرق علاجها.
هنا عبر هذه الزاوية اوجه نداء إلى كل من لديه مشكلة نفسية أو أزمة عاطفية أو استشارة حياتية اتمنى أن يحسن الاختيار في الشخص الذي يبوح إليه بما يجول بداخله لأن هناك أناسا يدّعون العلم والمعرفة، والحقيقة على العكس من ذلك تماما هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا يوجد بيت يخلو من الخلافات والمشاكل الأسرية إلا أن بعض الزوجات يلجأن إلى العيادات النفسية وتبوح الواحدة منهن بكل شيء وكأنها الوحيدة في الدنيا التي صادفتها مشكلة أسرية ثم تقع في مشاكل لا حل لها بسبب بعض ضعاف النفوس، لذلك نقول لمثل هؤلاء الزوجات مهما اشتدت الخلافات فالصبر سلاح المؤمنة واللجوء إلى الله - عز وجل - أفضل من اللجوء إلى بعض الذئاب المتنكرة، وإذا اشتدت فلا بأس باللجوء إلى أهل العلم الشرعي وأصحاب الاختصاص المشهود لهم بالأمانة والحرص والتواضع «ولا يحوشكم صاحبنا».