ناصر الخالدي
قبل أيام قمت بالاتصال برئيس مجلس إدارة مبرة الآل والأصحاب د.عبدالمحسن الخرافي وعلى ضوء الاتصال تم التنسيق فيما بيننا لزيارة المبرة ولم أضع في ذهني أي تصور لحجم وشكل وطريقة بناء المبرة لا من الخارج ولا من الداخل وكنت أجد في داخلي رغبة وإلحاحا شديدين لمعرفة ما تقدمه هذه المبرة التي انتشرت بخيرها وعطائها مثل انتشار الصبح.
وفي الساعة الثانية بعد الظهر التقينا في منطقة عبدالله السالم هناك حيث تتخذ المبرة لها مكانا بعيدا عن الضوضاء والازدحامات المتكررة وبعد أن وصلنا أنا وأحد أصدقائي المهتمين بأعمال البر والإحسان كان الأخ الفاضل د.عبدالمحسن الخرافي في استقبالنا، بشوش الطلعة، باسم الثغر، لا تدري أي الكلمات التي تليق بتواضعه الجم وأخلاقه العالية وبعد الترحيب جلسنا نتحدث عن أيهما أهم الإغاثة الفكرية أم الإغاثة المادية؟ وكان بالإجماع ان الإغاثة الفكرية هي الأهم لأن المقصد من حياة الإنسان يكمن في كيفية هذه الحياة ثم ما الفائدة من أن يعيش الإنسان في ظلمات التخلف وجحيم الاختلاف؟ والإغاثة الفكرية التي نحن نشيد بها هي ما تهتم به مبرة الآل والأصحاب إذ إن الأخوان يبذلون جهودا واضحة لا يمكن إنكارها والدليل على ذلك تلك الكتب والمجلدات التي أصدرتها المبرة تبين مكانة أهل البيت والصحابة الكرام رضوان الله عليهم جميعا وأن العلاقة بينهم لم تشوبها شائبة وإن تكلم بذلك المتكلمون.
تجولنا في المبرة بعد ان حصلت على أكثر من 10 كتب إهداء من د.عبدالمحسن الخرافي بعضها من تأليفه وبعضها من تأليف الباحثين في المبرة وفي أثناء جولتنا في المبرة صادفنا من يشرح لنا المصاهرات بين أهل البيت رضوان الله عليهم والصحابة الكرام ولم يكن الشرح عاديا بل إنه كان ممتعا ومفيدا على الرغم من قصر الوقت وبعد ذلك كانت المفاجأة الكبرى عندما دخلنا إلى المكتبة فوجدتها ملئت بالكتب والمجلدات، لا تكاد تدخلها حتى تتمنى لو أنك استطعت ان تقرأ ما تحتويه الأرفف من كتب نفيسة بما داخلها من فوائد وحكم وسطور تفيض من الحكمة ولضيق الوقت لم نتمكن من تقليب الصفحات والبحث بين المجلدات وهذه عادتي التي لا استطيع التخلص منها مادامت هناك مكتبات.
وبعد هذه الزيارة علينا أن نبتعد عن الخلافات الطائفية وننبذها بجميع أشكالها لأنها هي السبب في الضعف والانقسام وهي مصدر المشاكل والخلافات، والأمر الآخر الذي من الضروري أن نركز عليه اسلوب وطريقة الحوار عندما نتناقش في مثل هذه المواضيع التي من الأفضل ألا نتناقش فيها ولكن إن كان ولابدّ فليكن الحوار بأدب وبأسلوب مهذب بعيدا عن التجريح والسب والقذف بضمائر العلماء ومجلداتهم لأن هذه الطريقة تولد البغضاء وتجعلنا نعيش في حقد وانقسام إن أردت أن تبحث عن الحقيقة فلا تزعج الآخرين ببحثك عنها.
أخيرا نشكر د.الخرافي على الإهداء وعلى التواضع في الاستقبال وعلى حرصه على أعمال الخير والإحسان وهذه المبرة تستحق أن تدعم ودعمها هو سبيل انطلاقتها بشكل أكبر علما أنها أصبحت من المبرات المشهورة فيما تقدمه ولكن دائما نطمح في أن تكون أعمال الخير أوسع وأشمل خصوصا ان كنا على ثقة بمن يدير هذه الأعمال ونسأل الله أن يتقبل هذه الجهود والشكر موصول لجميع العاملين في مبرة الآل والآصحاب.