ناصر الخالدي
الله وحده يعلم قيمة المبالغ التي دفعها أصحابها خلال الشهر الماضي إما صدقة وإما زكاة خصوصـا أن البذل والعطاء يزداد في رمضان لأن الأجواء فيه تكون إيمانية وروحانية تساعد على ذلك، وأكبر دليل على ما أقوله ما رأيناه في المساجد من تسابق المصلين على التصدق عند رؤية أي فقير وكذلك التزاحم على أبواب اللجان ليس لأخذ التبرعات وإنما لإخراج زكاة الفطر وزكاة المال وهذا إن دل فإنما يدل على أننا في دولة أكرمها الله بالعديد من المحسنين والمحسنات الذين لا يردون احدا، لا سمعة ولا رياء وإنما يريدون وجه الله عزوجل ولا نزكي على الله أحدا.
ولا شك في ان هناك فقراء ومحتاجين بأمس الحاجة لهذه التبرعات فأرجوكم لا تجعلوها حبيسة الأدراج والصناديق والحسابات البنكية لأن هناك أطفال ينتظرون بفارغ الصبر من يخلصهم من الحاجة إذ انهم يريدون أن يلبسوا كما يلبس أقرانهم في المدارس وهناك آباء وأمهات ليس لهم من بعد الله من يعولهم إلا أهل الخير وهم لم يقفوا على أبواب الناس ولم يسألوا أحدا لأنهم يعتمدون على الأمل عليكم من بعد الله وأعنيكم أنتم أيها العاملون في اللجان الخيرية والحق يقال فجهودكم واضحة لا تنكر ولكننا نأمل المزيد لأن مشاكل الفقراء لا تنتهي بمجرد مساعدة يتيمة وإنما تحل بتوفير الحياة الكريمة وذلك من خلال تبرعات المحسنين والمحسنات.
نعم هناك من يدعي الفقر وهو ليس بفقير ويقف على أبواب اللجان ويزاحم أهل الفقر والحاجة وهو في قائمة الأغنياء، لا بل الأثرياء، ولكنها حالات إستثنائية إذ لا يقبل بالوقوف والسؤال إلا من انقطعت به السبل وضاقت عليه الوسائل فلم يجد بعد التوكل على الله إلا هذا الوقوف الصعب الذي قد لا يأتي بنتيجة وقد تجد من بين الواقفين امرأة عجوزا أو رجلا طاعنا بالسن وكثيرين لا يريدون إلا البقاء على قيد الحياة والعودة بما يفرح من خلفهم فقد شحبت الوجوه وضاق الحال بالحال.
الذي دفعني لكتابة هذه السطور في هذا الوقت بالذات، رسالة جاءتني عبر البريد الإلكتروني من رجل كتب أحرفها وهو في حزن شديد حيث انه لا يعمل ولديه ستة أطفال خمسة منهم يدرسون وغير ذلك فهو ملتزم بإيجار شهري قيمته 150 دينارا وهو على ذلك لم يبعث لي برسالته لطلب الإعانة وإنما هي صرخة من رجل متعفف ينقل معاناة المتعففين أمثاله من الذين لم يقف احد على ابوابهم في الوقت الذي ننعم ولله الحمد بتبرعات كفيلة بأن تبدد الفقر وتنهي ازمة الفقراء ونحن اليوم نجد أن كثيرا من اللجان توسعت ولله الحمد في مشاريعها الخيرية وأصبحت تساعد الدول الخارجية في جميع الأنشطة فلا يخفى عليكم أن الأقربين أولى بالمعروف وكفانا فواجع..
جولة
وصلتني أكثر من شكوى فيما يخص مستوصف العارضية الجنوبي حيث الفوضى بسبب تعطل الأرقام وقد التقيت قبل أيام أمين المستوصف وبشرني بأن المشكلة على وشك أن تحل بعد أن قامت جمعية العارضية التعاونية بتحمل تكاليف الجهاز الإلكتروني للأرقام، فكل الشكر والتقدير للاخوة في مجلس إدارة الجمعية.
هبوط
إذا أردنا النجاح فعلينا أن نهتم بأخلاقيات الجيل الحالي ولا سبيل للرقي والتقدم بغير ذلك فالهبوط الذي وصل إليه بعض المراهقين لا يحتمل، فهناك مشاهدات كثيرة وقصص واقعية لا تصدق وآخرها ما يحدث في المجمعات والأسواق من استهتار لا مثيل له، ونسأل الله الهداية.