ناصر الخالدي
مازلت أذكر عبارة الأديب الرائع مصطفى صادق الرافعي حيث يقول: «يا ويلتنا إن لم يخجل الرجل من شيء، أفلا يخجل من انه لا يخجل؟!» مازلت أصادف في حياتي اليومية بعضا من الذين تبلدت أحاسيسهم فلا يهتم الواحد منهم الا بصغائر الامور وينتقد كل من حوله ولو التفت الى نفسه لوجد فيها آلافا من العيوب ولكنها الغفلة التي لاتزال تسيطر على الكثير من الناس بعضهم يتكلم عن العدل والمساواة حتى تظن ان الانسانية جمعت ليمثلها بما يقول وتشاهده مع الأيام صورة للظلم والاستبداد وبعضهم يتكلم عن عزة النفس وصيانتها وينتقد فلانا وفلانا واذا جاء الظلام رأيته ينحني لأصحاب القرار انحناءة الذل والانكسار، تلك التناقضات التي نراها في حياتنا اليومية تجعلنا نقول ما قاله الرافعي، الا يخجل من كان سببا في احزان وهموم البشر؟ يتلاعب بمشاعرهم واحاسيسهم لمصالحه الشخصية ثم اذا اخذ ما يريد رأيته يرحل بعيدا وكأنه لم يكن ذلك الرجل المحترم الذي عرفناه يتكلم عن الوطنية ووحدة المجتمع وراحة المواطن وسعادته، فأعجبتنا شجاعته، ثم اكتشفنا زيف المعركة واننا نحن الضحية، نعم ليس غيرنا.
الا يخجل الكاذب من أكاذيبه المستمرة؟ مازلنا نقرأ بعض التصريحات فنتفاعل معها ونستبشر بقدومها الخير والبركة ثم لا نجد الا الوهم والكذب وهذه حالتنا التي اعتدنا عليها حتى لم يعد للثقة مكان بيننا فصار من الطبيعي جدا ان تجد من يكذب ثم يصدق كذبته ويبثها للناس على انها حقيقة، والا فكم سمعنا اخبارا تسرّ الخاطر، تسره ثم لا نجد الا السراب، فيا من كذبت علينا راجع نفسك فربما تكتشف حقيقتها، اما نحن فلا تحزن فنعرف حقيقتك وكل ما بك من عيوب فلا توهم نفسك اكثر من ذلك.
ألا يخجل بعض المرشحين من تصرفاتهم؟ قبل الانتخابات بأسابيع يظهر الواحد منهم بحملات اعلامية تكلفه آلاف الدنانير وينظم الندوات التي ان سمعتها تشعر بأنك تسمع لأعظم الخطباء فصاحة وبيانا، ليس هذا فحسب بل كل المطالب تحظى بالاستجابة كل هذا على رأيهم من اجل خدمة الوطن والمواطن وكان الله في عون الوطن والمواطن على مثل هذه الأشكال التي تعبنا من مجاملتهم لما نرى منهم من تناقض عجيب حتى اني قبل ايام اتصلت بأحد المرشحين للانتخابات المقبلة ليس لحاجة شخصية او شفاعة انسانية ومع هذا كان يتهرب من الاتصال من قبل ان يعرف ما اريد فمثل هذا كيف يحمل آمال شعب وتطلعات وطن؟
لو اننا نخجل من افعالنا وتصرفاتنا لكان الحال غير الحال ولكن الأحاسيس لم تعد موجودة لدى البعض لذلك لا تعجب من ظلم الظالمين وحقد الحاقدين وتناقضات المتناقضين وكافح حتى النهاية فلن تخسر المعركة مادمت تؤمن بأن على الانسان ان يكون انسانا حتى في اصعب المواقف وأحلكها، عليه ألا يتجرد من الانسانية التي هي غاية الشرف والتكريم.
القيروان
مازالت معاناة أهالي منطقة القيروان مستمرة في ظل تجاهل وتخاذل الجهات المسؤولة، لذا نرجو التدخل العاجل.
شكرا
قبل فترة وجهت نداء لوزارة المواصلات فيما يخص مقسم العارضية، نشكر الوزارة على الرد والتفاعل مع النداء.