ناصر الخالدي
نقرأ في الصحف الإعلانية عن بعض المنتجات التي تساعد على الرجيم، وتزيد النشاط والحيوية، ومستحضرات لتنظيف وتبييض وتنعيم البشرة، ومستحضرات لكل ما تتمنى وتريد بمباركة وزارة الصحة، لكن أغرب هذه الإعلانات ما قرأته قبل أيام لعلاج الضعف عند الرجال، فمن يقرأ هذا الإعلان يضحك من الصيغة التي لا يصدقها إلا جاهل أو مغفل، ولكن من يحمي هؤلاء إن لم تحمهم وزارة الصحة، خصوصا أن بعض المراهقين ممن وصلت أعمارهم إلى الستين لاتزال تصرفاتهم تقلق زوجاتهم فكل يوم لهم طريقة وأسلوب واستعمال حبوب متنوعة من أجل الرجوع إلى زمن الشباب والفتوة.
هذا الإعلان مثله مئات وكل النتائج خيالية لا تصدق، إلا أنه وللأسف الشديد لايزال هذا الخيال يأخذ حيزا كبيرا من هذه الصحف الإعلانية التي تريد الربح المادي بأي طريقة من الطرق.
والذي دفعني لكتابة هذا المقال قصة الرجل العجوز الذي لم يحترم الشيب المنتشر برأسه ولم يحترم كبر سنه فتزوج من فتاة يكبرها بعشرات السنين، وأخذ يتناول هذه الحبوب على أمل أن يتحرك ويفعل الأفاعيل، فنجح في المرة الأولى والثانية والثالثة، ثم لم يجد نفعا منها بعد ذلك، فغير النوع ولم يستفد من التغيير، وتكرر الفشل، فأصبح لا يعامل زوجته الشابة إلا بالصراخ والعنف، وأنها سبب المشاكل وينظر إليها على أنها خائنة، وأنها سبب ما وصل إليه من ضعف وعجز ثم يظلمها بعد أن كانت سبب سعادته ومصدر هنائه، وتصير الحياة عنده مجرد شهوة، منتهى هدفه إشباعها، ولا يهمه ما سيحدث من وراء هذا الطيش والتهور.
القصص كثيرة وأبطال هذه القصص لا حياة عندهم إلا حياة الشهوة، ولا وجود لهم إلا وجود الجسد المادي الذي لا حراك به، فحياتهم ليست حياة عواطف وانفعالات، وإنما هي حياة اقتصرت واشتملت على كل ما لا يليق بالإنسان من أفعال معيبة وتصرفات مخزية لا حصر لها ولا عد، كل هذا لا يمكن معالجته إلا بالتوعية والإرشاد وبالنصح ووضع القوانين الصارمة على كل من يروج لمثل هذه الحبوب المدمرة لأنها مضيعة للمال وللصحة ولها مضاعفات لا تصدق، فهي إن كانت تنشط لساعة، فإنها تهلك البدن وتضعفه باقي الساعات فما أجمل الاحترام! وما أحلى الأدب!
أشعار
العم بوناصر أحد رواد ديوانية الصقر يتحفنا دائما بأحلى وأروع وأجمل الأشعار، بإلقائه العذب المتميز الذي يشد انتباه الجميع، نتمنى له الصحة والعافية على أمل أن نلقاه في الثلاثاء المقبل.
الإضراب
يا جماعة، والله الذي لا إله إلا هو، الإضراب ليس حلا، ففيه تعطيل لمصالح البلاد والعباد ويسبب فتنة كبيرة في البلد، نرجو الالتزام بالهدوء، ولكننا في الوقت نفسه نطالب الحكومة بالنظر إلى مطالب العاملين.