ناصر الخالدي
جزى الله المصائب عني خير الجزاء، فإنها تفعل بالقلب الأفاعيل، تقرب العبد الى ربه وتبين له ضعفه وفقره وقلة حيلته وتشتد عليه حتى تتساقط الدمعات ولسان الحال يقول اليك يا ربي رفعت اكف الضراعة فهون علي مصابي انت وحدك يا ربي من يعلم حالي، لولا المصائب التي تمر بنا ونمر بها لما عرفنا الكريم من اللئيم ولما عرفنا الشريف من الوضيع والشجاع من الجبان، فما اكثر الكلمات التي تقال في وقت الرخاء! وما اكثر الأصحاب والأحباب في لحظة الرغد والنعيم! ولكنهم قلائل جدا في النائبات والخطوب، اذا دهتك داهية او وقع عليك خطب من الخطوب ستعرف من يحبك ومن يتربص بك الدوائر، ستعرف من يضحي من اجلك ومن يضحي بك من اجل نفسه.
ليست مصيبة ضياع مال او موت قريب او فراق حبيب، والله ما هذه الأمور بمصائب، بل هي ابتلاءات ترفع من قدر المؤمن وتجعل له عند الله مكانة عظيمة، وأما المصيبة الكبرى فتكمن في ضياع الدين وانعدام الضمير والانحطاط الأخلاقي والتردي حتى تصير حياة الفرد افضل منها حياة الحيوان، اجلّكم الله، المصيبة الكبرى ان تجد رجالا تجاوزوا الأربعين يسهرون حتى الفجر على سماعة الهاتف يغازلون ويعاكسون، وشبانا اعتنوا بأجسامهم حتى صارت اجسام بغال وتركوا عقولهم حتى صارت عقول عصافير يطيرون وراء شهواتهم تجدهم في كل واد يهيمون، يتصرفون تصرفات البهائم وهم لا يشعرون بأنهم في احضان الوهم نائمون لا تؤثر فيهم الكلمات ولا حتى الآيات البينات.
ليس طموح الطامحين مصيبة، بل رفعة وشرف، شرفهم به الله تبارك وتعالى وانما المصيبة هي جهل الجاهلين ولكنه زمن الفلس في حضرة الدينار، فرحم الله زمن الدينار بحضرة الفلس، لأننا اليوم في ظل الرخاء الاقتصادي والنعيم الإلهي فقدنا التواصل الاجتماعي وفقدنا محبة الخير للجميع ولم يبق الا ان يحسد بعضنا بعضا من اجل الفلس والدينار.
الذي دعاني الى كتابة هذا المقال اني تساءلت في نفسي عن فوائد المحن والمصائب، فوجدت انبياء وصلوا الى ذروة المجد ودخلوا الى عالم النجاح والتميز لما صبروا على المحن والابتلاءات، زالت المحن وزالت الابتلاءات وحصل لهم ما حصل من النعيم والرغد، فأعجب وأذرف الدمع وأنا اقرأ عن يوسف ( رضى الله عنه ) يغدر به اخوته وتكيد له امرأة العزيز ويغيب عن والده ويعيش مظلوما وسجينا، وتدور الأيام وهو في صبر وجلد واستغفار وتضرع ثم تنكشف الغمة وتزول المحنة وتصير له مكانة وحضور ويصير على الخزائن امين بأمر العزيز القدير فسبحان الله كيف ذلك؟
أخيرا عسى الله ان يجنبنا المصائب ويبعدنا عن المشاكل ويجعلنا في رخاء وازدهار وسعادة واستقرار ويحمينا من طمع الطامعين وجهل الجاهلين.
التربية
حاولت اكثر من مرة الاتصال بالوكيل السابق لوزارة التربية الأخ جاسم العمر الا ان الاتصال تعذر لظروف لا اعلمها على اية حال، نشكر الأخ جاسم العمر على ما قدمه خلال مسيرته التربوية التي شهدت العديد من النجاحات.
مواقع
المواقع الالكترونية تحتاج الى رقابة لأن هناك فرقا كبيرا بين الحرية والوقاحة خصوصا أن البعض يتحمس فيكتب كلاما اكبر منه.
الألم
أصعب انواع الألم ما لا تستطيع التعبير عنه وهذا ما يشعر به البعض وهم ينظرون الى الأوضاع المزرية.