ناصر الخالدي
لي صديق قديم درس معي في الابتدائية، وانتقلنا معا الى المرحلة المتوسطة بعد ان صرنا اكثر نشاطا واعمق نضجا فكان في نفس الصف الذي أنا فيه لتصبح العلاقة بيننا أكثر من علاقة الأخ بأخيه وهكذا مرت سنوات الدراسة وتخرجنا من المتوسطة وقبل الدخول الى الثانوية العامة افترقنا ثم التقينا في لقاء عابر وبعد التخرج سلك كل واحد منا طريقه حسب ميوله وتطلعاته ثم غابت عني أخباره، حتى لم أعد أعرف عنه أي شيء، وبالأمس القريب التقينا في احدى المناسبات لقاء كان له طعمه الخاص ونكهته المميزة وتبادلنا السلام الحار وعبر كل واحد منا عن اشتياقه ولهفته وتعذرنا بالظروف والاشغال والارتباطات والالتزامات وسأل كل واحد منا عن أخبار الثاني فأخبرته عن بعض ما حدث لي في سنوات الغياب واستطردت في الاخبار فأعلمته بدخولي البسيط الى مجال الاعلام الذي لا يعرف حدودا وانتهى كلامي ليبدأ دوره.
الصديق أخذ يحدثني بكل حسرة عن حاله بعد تخرجه من الثانوية العامة وسفره الى احدى البلدان العربية للدراسة وقضاء أجمل سنوات العمر هناك مع الوحدة والسهر ومع التفكير والجد والمثابرة، كل هذا من اجل الحصول على شهادة اكتشف بعد فوات الأوان انها شهادة غير معترف بها وان كان ما بذله في الخارج مجرد اجتهاد شخصي ولم يقف الى جانبه احد ليبدأ الرحلة من جديد «ويتنطط» من جامعة الى جامعة ومن وظيفة الى وظيفة، سنوات قضاها الصديق في تعب وعناء ومثله كثير من الطلبة الذين يدرسون في الخارج.
هؤلاء الطلبة يستحقون مزيدا من الرعاية والاهتمام من قبل الحكومة حتى تشجعهم على النجاح والتميز، وما قامت به الحكومة مؤخرا من اقرار اعانة شهرية لجميع الطلبة والطالبات الدارسين في الخارج أمر تشكر عليه ولكنه لا يكفي فهم يحتاجون دعما متواصلا وحمايتهم من طمع بعض الجامعات غير المعترف بها وهذه مهمة التعليم العالي الذي يشتكي بعض الطلبة من تقصيره في معادلة شهادات الطلبة وعدم درايته بأسماء الجامعة المعترف بها من غيرها، كل هذه الامور مصدر قلق للكثير من الطلبة الموجودين في مختلف بلدان العالم للدراسة.
وفي الوقت الذي كان الصديق العزيز يشرح لي معاناته وهو في حالة من الغضب «يسب» الجهة الفلانية ويلوم الجهة الفلانية عرفت انني لم اتخذ في حياتي قرارا افضل من قرار عدولي عن الدراسة في الخارج بعد ان كانت الفكرة تراودني، وبعد ان انتهيت من كل شيء فجأة قررت أن أبقى في «نار أهلي ولا جنة الغريب».
مبروك
نبارك للطلبة والطالبات في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي بمختلف الكليات نزول الاعانة بعد ان «طلعت أرواحهم» ونرجو من الآباء والامهات عدم اخذ هذه الاعانة لانها مخصصة للطلبة ولا يكونوا مثل ذلك الظالم المستبد ولي أمر احدى الطالبات الذي أخذ منحتها الاميرية وأخذ إعانتها ويفكر ان يأخذ راتبها في المستقبل، اما هي فتسأل الله عز وجل ان يأخذ أمانته.
الديرة بخير
مهما تذمرنا ومهما اشتكينا فالأمور ولله الحمد بخير فكما أن هناك حرامية ومرتزقة هناك أمناء وفضلاء يخافون الله ويعملون بكل صدق وأمانة، علينا أن نتفاءل قدر المستطاع وأن ننظر الى السماء أكثر من نظرنا الى الطين.