ناصر الخالدي
أثناء حضوري أحد الأنشطة الخاصة بالشباب وقبل أن أدخل إلى القاعة سمعت صوتا يناديني باسمي فالتفت فإذا بي أمام امرأة معها شاب في مقتبل العمر نظرت إلى الشاب جيدا وقلت في نفسي لعلي أعرفهما ولكن ملامحهما كانت غريبة علي وقبل أن اسألهما، بادرتني المرأة قائلة هذا ولدي سعود، هنا ابتسم الولد ابتسامة عرفت أن وراءها سرا عجيبا وخبرا غريبا.
أخبرتني الأم أن ولدها يعاني من صعوبة في النطق وأن هذه الصعوبة ليست عادية بل إنها فوق ما يتصور أحدا خصوصا أن كثيرا من الكلمات والجمل لا يقولها إلا بعد ساعات من « التلعثم والتخربط» وشرعت تحدثني عن تجاربه وعن إرادته وقالت لي إنه ألّف كتابا خاصا عن صعوبة النطق باللغة العربية واللغة الإنجليزية وتضمن الكتاب قصصا عن مشاهير كانوا يعانون من صعوبة النطق وبعض المواقف الخاصة والأحداث الشخصية وكل ما يتعلق بصعوبة النطق.
تصفحت الكتاب ومررت عليه فقرأت همة شاب وتصفحت حنان أم، ثم أغلقته وفي نفسي منه أشياء كثيرة ولكن سعود الشاب الخلوق المبتسم والمجتهد أكثر من اجتهاد الكثير من الشبان اعتذر عن عدم إعطائي الكتاب ليس بخلا أو حرصا بل لأنها النسخة الوحيدة لديه، ولأنه ولهذه اللحظة لم يجد من يتكفل بطباعة هذا الكتاب القيم، ورغم أنني زرت العديد من المكتبات لكني حتى هذه اللحظة لم أقف على كتاب يعنى بصعوبة النطق.
سعود الراشد شاب يبلغ من العمر 16 عاما، وقف أمامي بكل ثبات وتكلم عن تجربته مع صعوبة النطق فسمعت منه كلاما مازال في مسمعي بعض منه، والحديث مع سعود شائق وممتع خصوصا أن شخصيته مرحة وأسلوبه غير متكلف، سألته عن والدته فقال هي رأس المال ومصدر الحنان ولولا الله ثم دعمها وتشجيعها لما ألفت كتابي هذا، وبينما نحن نتحدث سمعنا مناديا ينادي لصلاة المغرب فتوجهنا إلى المسجد وصلينا لنفترق بعد ذلك على أمل أن نلتقي من جديد.
الشباب
أقامت الأمانة العامة للأوقاف حلقة نقاشية عن هموم وتطلعات الشباب، الحلقة أقيمت في أحد الفنادق الفخمة بحضور مجموعة من الطاقات الشبابية على أن تسجل لإحدى القنوات الخاصة، ومن هنا بدأت المشكلة فقد كانت الحلقة مقيدة خصوصـا ان المقدم في بداية التسجيل لم يوفق في تقديم الحلقة بشكل جيد فأخذ يعيد لأكثر من عشر مرات وقبل أن يبدأ هدد الشباب بأنه لا يريد أن يتكلم أحد لأكثر من دقيقتين وعليه فإنه سيقاطع من يتكلم بوقت أكثر من ذلك ولو كانت الحلقة بلا قيود وبلا تسجيل لكانت أفضل بكثير مع احترامي وتقديري لجهود الأخوة العاملين في الأمانة التي أعطت الشباب الكثير من الاهتمام والرعاية، أعتقد وهذه وجهة نظري وأنا حر فيها، أن البعض يأخذ الشباب وسيلة للصعود على أكتافهم.