ناصر الخالدي
بالأمس القريب غيب الموت امرأة لها سجل حافل بالأعمال الخيرية والمساعدات الإنسانية اشتهرت بالخير وعرفت به حتى صارت لها مكانة في قلوب الكثير من الذين أحبوا نصائحها وتوجيهاتها ودعواتها الصادقة من خلال برنامج واحة المستمعين الذي يعرض عن طريق اذاعة القرآن الكريم بإخراج المبدع عبدالله الصالح ويقدمه بوشملان وبوعبدالله.
الموت غيب العزيزة ام وائل، فبعد صراع مع المرض انتقلت الى جوار ربها لترحل بلا عودة وتغيب عنا تاركة في أنفسنا اصداء من تلك الأدعية الجميلة التي كانت تتحفنا بها في كل مشاركة لها في «واحة المستمعين»، اضافة الى الحكايات والقصص التي ما ان اتذكرها حتى تخنقني العبرة وتتساقط دموعي واردد: اللهم اغسلها بالثلج والبرد ونقها من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واكتب لها حسنات تدخلها الفردوس الأعلى.
ليس من انسان الا وسيغيبه الموت ويرحل الى غير رجعة وتلك سنة الله في العباد حتى يرث الله الأرض ومن عليها ولكن الموت ليس النهاية بل هو بداية الخلود الأبدي وكل إنسان اما الى جنة ونعيم واما الى نار وجحيم، فقد أفلح من زكى نفسه واعتصم بحبل الله واقتدى بسنة الحبيب المصطفى ومشى على الكتاب والسنة وقد خاب وخسر من ظلم نفسه باتباع الشهوات وتضييع الصلوات.
كل يوم نسمع عن موت فلان او فلانة وكل يوم نشيع جنازة، ولكننا للأسف لا نعتبر، فاننا نبكي ونتأثر لحظات قليلة ثم نرحل وكأن شيئا لم يكن، نعود الى الغيبة والنميمة والتفريط والتضييع الا من رحم الله منا، والموت لا خوف منه انما الخوف من ضمة القبر وحساب منكر ونكير والعرض على العليم الحكيم، يوم يتذكر الإنسان كل ما فعل فيعض اصابع الندم ويتمنى الرجوع الى الدنيا ليعمل عملا صالحا.
فيا من لاتزال على قيد الحياة، اتعظ بمن ماتوا قبلك قبل ان تلحق بهم ولا تغرك الحياة وزينتها وتذكر الجنة ونعيمها الدائم واذا دعتك نفسك الى الذنوب والمعاصي فتذكر جهنم وحرارتها وبؤسها وشقاوة من يدخلها والعياذ بالله، لهذا ما اجمل ان يبادر الإنسان بتوبة صادقة تخلصه من احزان الدنيا والآخرة.
اخيرا أسأل الله ان يغفر لجميع أموات المسلمين ويثبتهم بالقول الثابت، ولكل أعضاء «واحة المستمعين» أقول: عظّم الله أجركم.