ناصر الخالدي
بعد أن انتهينا من تناول وجبة الغداء على تلك المائدة العامرة بالخيرات ذهبنا إلى زاوية من زوايا البيت لنشرب الشاي ونتبادل أطراف الحديث الذي كان يدور حول سؤال محدد، وهو ما صفات الزوجة الناجحة؟
اختلفت الآراء وتعددت وجهات النظر، فقال أحدهم الزوجة الناجحة هي التي لا تعرف القراءة ولا الكتابة ولم تتعلم وليس لها نصيب من الثقافة ولا حظ من التعليم، ليصير الزوج هو المعلم ليعلمها كل ما يريده بأسلوبه الخاص وطريقته التي يريدها، وضرب لنا مثلا فقال التي لم تتعلم لو أتيت لها بورقة بيضاء وقلت لها هذه ورقة سوداء ستوافق ولو أتيت لها بهدية بسيطة ستفرح بها وتكبرها وتجعل لها مكانة في قلبها وهي كذلك في السمع والطاعة، لكننا جميعا اختلفنا معه في الرأي، وقال له واحد منا، وكان من أهل الثقافة والفكر، يا أخي المرأة يجب أن تكون مثقفة لتساعد زوجها في تربية الأبناء وتسانده في أعمال الحياة وترتب له حياته ومواعيده وتعتني بشؤونه، ويا أخي الثقافة أمر ضروري ولا غنى عنه.
الزوجة الناجحة أمنية كل رجل بلا استثناء ومواصفاتها تختلف من رجل إلى آخر، ولكن ما مواصفات الزوج الناجح؟ وهل يحق للمرأة أن تجيب عن هذا السؤال أم انه حصريا للرجال، يختارون المواصفات التي يريدونها والسلوكيات التي يختارونها، وما على المرأة إلا السمع والطاعة؟ وللأسف الشديد فهذا واقع نعيشه اليوم، إذ إن بعض الرجال يعتقدون أن القمع وتجاهل الأحاسيس والمشاعر أفضل طريقة للتعامل مع المرأة، ومشكلة هؤلاء المتخلفين هي الجهل بالدرجة الأولى والابتعاد عن الالتزام الديني والأخلاقي وحب الذات والتجرد من ثياب الرحمة والإحسان ولو أنهم تصفحوا في سيرة أعظم العظماء محمد ( صلى الله عليه وسلم )، لوجدوا صورا من الرحمة وألوانا من الإحسان، وهؤلاء المتخلفين إن عجزوا عن النجاح في حياة زوجية واحدة وكسب قلب امرأة واحدة، فإنه ( صلى الله عليه وسلم ) نجح في أكثر من علاقة زوجية واستطاع أن يكسب قلوب نسائه بالتعامل الإنساني الراقي.
لذا فليعلم كل رجل أن القوة لن تأتي مع المرأة بنتيجة، وأنه لا شيء مثل الاحترام والتعاون مع ضرورة الحزم في بعض المواقع ولن يفلح رجل في امتلاك قلب الزوجة إلا بإظهار الحب لها، وليتأكد كل إنسان أن الحياة الزوجية شراكة نجاحها يتوقف على التعاون وتبادل الثقة بين الطرفين، وأصدق دليل على ما أقول القصص التي نشاهدها ونسمعها من أروقة المحاكم.
أخيرا يقول أحد الأشخاص إنه يبحث عن زوجة بشرط أن تكون موظفة براتب لا يقل عن 600 دينار، وأن تكون متعلمة تعليما جامعيا وألا يكون عليها أقساط أو التزامات، وأن تكون سيارتها آخر موديل (كاش) وأن تكون مغفلة إلى أقصى درجة، وعليه فإنه مستعد للزواج بها، ولها أن تطلب المهر الذي تريده ومستعد للموافقة على جميع الشروط، ولا أقول إلا كما تدين تدان ونلقاكم على خير.