ناصر الخالدي
من بيت الله الحرام اكتب مقالي هذا وتحديدا من غرفة السنترال في مكان اقامتي بأحد الفنادق، اكتب هذه الكلمات وفي ذهني صور عديدة تجسد بداخلها الكثير من القصص والعبر اجواء ايمانية ومشاعر روحانية، لا استطيع وصفها مهما حاولت، فكيف اصور مشاهد ذلك العجوز الذي فاضت عيناه من الدمع عندما رأى الكعبة وذاك الرجل الذي عرفته اثناء انتظاري لصلاة المغرب، رجل عقيم اعطاه الله من فضله الكثير فله همة عالية وعزم عجيب، يدعو الى الخير ويبحث عنه في كل وقت، ومازالت تطاردني صورة تلك الطفلة الصغيرة صاحبة الوجه الاسمر جاءت تركض خلفي وتردد بصوت خافت «عطني ريال».
نظرت الى وجهها فرأيت في عينيها عنوانا للضياع والتشرد وهي ليست الوحيدة، فأمثالها كثيرون على نفس الشكل والشاكلة، ولكن الله تبارك وتعالى تكفل بأمرهم وسخر لهم اهل الخير، ولعلي اخبركم بخبر جميل خلاصته انني التقيت بأكثر من شاب لم يتجاوز اغلبهم العشرين عاما وكلهم من حفظة كتاب الله ومازالت اصواتهم ترن في سمعي ومازالت وجوههم ماثلة امامي.
اتمنى لكل مسلم ان يرزق بزيارة بيت الله الحرام حاجا او معتمرا، وان يحفظ الامة الاسلامية من كل مكروه.