ناصر الخالدي
فكرة جيدة وبادرة طيبة من الإخوان شباب العارضية، القيام بتنظيم رحلة خاصة لزيارة العلماء الفضلاء الذين هم بركة الأمة وعمادها، فهم للمجتمع كالأطباء للمرضى والحاجة إليهم مستمرة حتى قيام الساعة، ولذا فإن أقل ما يمكن أن يقال بحق هذه الرحلة انها رحلة طيبة مباركة ولا عجب في ذلك وسأحكي لكم مقتطفات منها.
الساعة الثانية ظهرا انطلقنا لتبدأ رحلتنا إلى الرياض التي طالما سمعت عن روعتها وعن بريقها وجمالها مع أنني لم أكن زرتها من قبل ومشينا ساعات طويلة مضت بأسرع ما يكون بفضل الله ثم بفضل الداعية فهد الجنفاوي الذي أتحفنا بأحاديثه الطيبة فكنا في غاية الاستمتاع لينتصف الطريق ويسدل الليل ستاره عن قمر أضاء لنا ما تبقى من الطريق.
في الساعة الواحدة ليلا وصلنا إلى الرياض فإذا الشوارع مزدحمة بالسيارات مكتظة بالأصوات تدهش الناظرين بأســواقها ومبــانيها ومرافقــها، ويحار الطرف من حسنها البديع فلا يدري أين ينظر؟ وعلاوة على ذلك فالجو كان غاية في الروعة، نسمات الهواء باردة صافية تبعث في النفس أملا وسرورا في لحظة واحدة نسيت الارتباطات والالتزامات جملة وتفصيلا وشعرت وكأني وليد اللحظة وازداد هذا الشعور أكثر في حي الحزم الذي كان فيه مكان إقامتنا، هناك حيث الهدوء يعانق الجمال وحيث الراحة تجلب السرور.
في هذه الرحلة كان لي شرف كبير ولكل من معي أن نلتقي بسماحة الوالد المفتي العام للمملكة العربية السعودية عبدالعزيز آل الشيخ الذي استقبلنا أحسن استقبال، ورحب بنا أجمل ترحيب ثم حدثنا حديث الأب لأبنائه معبرا عن حرصه وخوفه علينا من الفتن التي تحيط بنا من كل اتجاه وينتهي اللقاء ولم يكن واحد منا يتمنى انتهاءه ليقوم سماحته بإهدائنا مجموعة من الكتب الثمينة.
وفي الرحلة نفسها تشرفنا بزيارة الداعية عبدالعزيز السدحان الذي زارنا زيارة الأخ الكبير لإخوانه الصغار وجلسنا حوله ننهل من علمه ونسمع لما يقول من درر ثمينة الحق أنها تستحق التدوين هذا إلى جانب تواضعه وكرم أخلاقه فأذكر أنه عندما دخل علينا كان يرفض وبشدة أن يقبل أحدنا رأسه وكان يحرص على القيام لكل من يسلم عليه مع كثرتنا لدرجة أنه لما أحس التعب قال يداعبنا «يا شباب تبقى فقرتين في ظهري»
هذه مقتــطفات من رحلة انتهت وفي نفسي شيء منها فالحمدالله الذي وفقنا ولم يجعلنا من الذين يسافرون للحرام، ونســأله أن يتــقبل مــنا، ولا أنسى أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى الأخ العزيز الداعية فهد الجنفاوي الذي أحرجنا بكرمه وجوده ونبله وكذلك الشكر للأخ الداعية محمد ضاوي العصيمي الذي استفدنا من تجاربه الكثير والشكر موصول إلى كل من ساهم في نجاح هذه الرحلة.
سلامات
باقة ورد بيضاء أبعثها بعبيرها وأريجها للأخ الفاضل وليد العويس الذي أجرى مؤخرا عملية لقلبه الطيب والحمدلله تكللت بالنجاح، العويس يبذل جهودا غير طبيعية في نادي الرماية أتمنى أن تعود إلى نشاطك يا بو سلمان.