ناصر الخالدي
أتعبتني أحلامي فقررت ألا أحلم أبدا ولو كان ما كان وأن أعيش الواقع بحلاوته وقســاوته ومــراراته، المهم ألا أحلم ومضت أيام وأنا واقعي حتى النخاع ومــضت الأيام ثم أتدري ما الذي جرى؟ عدت لأحلم أكثر من قــبل وصارت أحلامي تزيـــد يــوما بعد يوم بعضها فوق النجوم وبعضـــها عند حدود الجبال الشامخات وصار أكبر أحلامي ألا أحلم والحمد لله أن هذا لن يحدث فكل ما نعجز عن تحقـــيقه على أرض الواقع نحققه دائما في عالم الخيال، ذاك العـــالم الرحـــب الذي يتسع للبؤساء والضعفاء ويصنع لهم كل ما يريدونه ثم يفاجئهم بالسراب.
أما أنا فمازلت أحلم بأن يموت الظلم الذي تفشى كثيرا ليقتل الفرحة في صدور الكثير من الأطفال الذين لا ذنب لهم إلا أنهم أطفال ومازلت أحلم أن نعيش حياة يسودها الحب والسلام وأن تصبح قلوبنا على بعض، دأب الصالحين من قديم العصور والأزمنة، وأن نخرج من الغفلة ومن الضعف إلى الصحوة والقوة.
معذور أنا إن بالغت في رسم أحلامي، فليس في الواقع أكثر من الخيبة وليس في الخيبة شيء يستفاد منه، فيا خيبتنا إن خابت أحلامنا وصارت مجرد ضعف واستسلام، أخيرا هذه أحلامي سأعيشها وحيدا لعلها تصير يوما من الأيام حقائق.
سألت أحد أصدقائي الأعزاء عن أفضل موضوع من الممكن الكتابة فيه فقال لي اكتب عن الجنة، وماذا عساني قائلا في وصفها وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والله لو دخلها أكثر أهل الدنيا فقرا وبلاء وتعبا لنسي كل هذا بمجرد دخوله الجنة ففيها الحور الحسان وفيها الأنهار والفواكه وفيها الماء الصافي والعسل المصفى والخمر اللذيذ واللبن الذي لا يتغير طعمه.
ولأن الحديث عن الجنة فإني أذكر هنا حديثا لا بدّ من ذكره فقد أخبر النبي ژ أن هناك صنفين من أهل النار لم يرهما، وذكر من بينهما نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا.
هذا الحديث يخبر فيه الرسول ژ وهو الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى أن هذا حال المرأة التي لبست ملابس وكست نفسها ولكن الملابس كانت ضيقة تصف الجسد وأما أسنمة البخت فهذا ما تفعله بعض النساء اليوم فتجد من تلبس الحجاب أو الملفع وترفع شعرها من تحته ليصير مرتفعا وهؤلاء النساء اللواتي لبسن الملابس الضيقة لا يدخلن الجنة إذن فكيف بالنساء العاريات اللواتي يلبسن اللباس الفاضح ويخرجن من غير تأنيب ضمير ولا محاسبة رقيب؟!
هذه رسالة أخوية أبعثها إلى كل امرأة مسلمة تريد الفوز برضا الله تبارك وتعالى ودخول الجنة، أقول ثوب العفاف أفضل الثياب والحجاب حماية وعز وليس تخلفا ورجعية، هذا واسأل الله الهداية للجميع.