ناصر الخالدي
ساءني ما سمعته وما رأيته حول التصادم الحاد الذي جرى في المنطقة العاشرة بين القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية وبين قبيلة العوازم، القبيلة العريقة التي عرفت بمواقفها منذ القدم ومما ساءني أكثر أن يمتد التصادم إلى الاشتباك بالأيدي ليصير المشهد أفظع وأبشع مما يتصور أحد خصوصا أننا اعتدنا أن نكون يدا واحدة ضد كل ما يزعزع أمن واستقرار البلد ويبقى السؤال لماذا جرى ما جرى؟ ومن السبب في هذا؟
رياح الأحداث المؤلمة التي تعصف بالبلاد اليوم تحتاج إلى ثبات وتلاحم وإلا فكان الله في عوننا على الأيام القادمة لأنها ستكون أشد خطورة مما نحن فيه وأعتقد أن الأعضاء الذين صوتوا على قانون تجريم الفرعيات يتحملون جزءا كبيرا مما نعيشه اليوم ليس لقناعتهم في التصويت ولكن لعدم التزام البعض منهم، وقد كان بإمكان وزارة الداخلية أن تتفادى ما حصل وتمنع الفرعيات ولكن بأسلوب وطريقة أفضل من التي تم استخدامها لأنها وللأسف جعلتنا نشعر وكأننا في حرب أو انتفاضة، ويزداد العجب وأنت ترى أهلك يتقاتلون والدماء تسيل ولا تدري إلى جانب من تقف في هذه الحرب المفاجئة؟
وإذا كانت الفرعيات جريمة، فإن الجريمة الكبرى هي اقتحام البيوت وترويع أهلها وبث الرعب في قلوبهم من غير وجه حق خصوصا إذا لم تكن هناك أذونات من النيابة العامة كما سمعنا، وهذه هي المشكلة الكبرى التي للأسف الشديد لم يتم الالتفات إليها، وإلا ماذا نتوقع من شخص يتم اقتحام منزله بغير سبب مقنع؟
ولو قارنا بين الضرر الذي يترتب على إقامة الفرعيات وبين الضرر الذي يترتب على مواجهة القبائل ومحاربتها لعلمنا أن الضرر الأكبر يكمن في مواجهة القبائل وهذا لا يعني أن نجيز الفرعيات ولكننا ننادي ونطالب بالحوار العقلاني المنطقي الذي تعودنا عليه في الكويت وقد كان يفترض على أجهزة الدولة أن تعمل على توعية المواطنين ضد أخطار الفرعيات وانعكاساتها السلبية على مستقبل الوطن بدلا من أن تخرج فجأة بالمدرعات والأسلحة والقنابل المسيلة للدموع، فللأسف لم تصدق عيني ما جرى، لذا فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى تدخل العقلاء حتى تهدأ النفوس وتتوحد الصفوف ونبتعد عن المشادات لنرسم للكويت مستقبلا مشرقا.