ناصر الخالدي
كثر الحديث عن لجنة الظواهر السلبية بما يلفت الانتباه ويثير الاستغراب ليس لكثرة القيل والقال ولكن لوجود بعض الآراء الغريبة والأفكار العجيبة التي تضحك وتبكي في آن واحد معا، ونحن تعودنا مع ولادة كل قانون أن تكون الآراء مختلفة وهذا أمر لا محالة منه، لأن البشر بطبيعتهم مختلفون، لكننا يحق لنا أن نختلف في شيء يشوبه بعض من الغموض، أما الأمر الواضح البين فلا يكون الرأي إلا بالإجماع ثم إن لجنة الظواهر السلبية مطلب شعبي لمعالجة الكثير من الظواهر التي أصبحنا نراها رأي العين مما يهدد أمن وسلامة المجتمع ومن أبرز هذه الظواهر ظاهرة الجنس الثالث التي كثرت بشكل لا يطاق ولا يحتمل وان لم يكن هناك تدخل عاجل فأتوقع أن المستقبل ينذر بوجود كارثة أخلاقية، وأيضا من الظواهر التي انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة وجود بيوت خاصة لعبدة الشياطين وقد رأيت ذلك بنفسي في إحدى الدول، وكانت مفاجأة أن نجد ذلك في دولة اشتهرت بالمحافظة على القيم الإسلامية والعادات والتقاليد بجانب الكثير من الظواهر السلبية التي لا يمكن السكوت عنها.
أما المعترضون على وجود هذه اللجنة فلا شك ولا ريب في أنهم لم يعترضوا لأنهم يريدون الفساد، هذا آخر ما نتوقعه، كما اننا لا نتوقع أن الاعتراض جاء لوجود عداوة مع أعضاء اللجنة، فنحن في بلد اشتهر بالتسامح والمصارحة لكن الاعتراض والله أعلم جاء نتيجة حساسية مفرطة تجاه الحرية، فالبعض يعتقد أن هذه اللجنة تقيد دائرة الحرية وتجعل الفرد يعيش في قيود لا مبرر لها، وهذا رأي لا يحتمل الصواب لأن حرية كل إنسان تقف عند مضايقة الآخرين، ثم إن الظاهرة السلبية لا تخلو من كونها محرمة من جهة الشارع كما أنها تعتبر إثما، وإلا لماذا يطلق عليها ظاهرة سلبية؟! ولهذا فإن منع فاعلها من فعلها واجب بل قد يترتب على ذلك عقوبة وأرجو ألا نجعل حياتنا تسير وفق عواطفنا، لأن العاطفة شيء والعقل شيء آخر، وهذا أمر يجب أن يتفهمه كل من يعترض على وجود هذه اللجنة التي نرحب بها ونأمل أن تمارس دورها الكامل على أمل أن تقضي على ما سئمت من مشاهدته الأعين.
بالأمس اتصل بي أحد الطلبة الجامعيين ليفاجئني بأن أحد الأساتذة أجبر الطلبة على الكتابة عن لجنة الظواهر السلبية وانتقادها وإظهار مساوئها على الرغم من أن اللجنة لم تبدأ أعمالها بعد فلماذا كل هذا التعصب؟ الحقيقة أستغرب أن يصدر هذا التصرف من رجل أكاديمي أتمنى ألا تكون سابقة لما هو أخطر.