لما تعالت الأصوات الداعية لمقاطعة الانتخابات كانت الحكمة تقتضي المشاركة وهو ما طالب به بعض الفضلاء من أهل العلم والرأي حتى ظهرت نتائج الانتخابات فبدأ اللوم والعتاب في وقت لا ينفع فيه ذلك ولعل أخطر ما في الأمر استخدام البعض لغة التخوين فلا يجوز أن نوصف المشارك بالخائن كذلك لا يجوز أن نقول للمقاطع فوضوي.
يفترض أن تكون المقاطعة رسالة وبالتالي فما الفائدة من المظاهرات بين البيوت؟ لاسيما أن مشاركة صغار السن في هذه المظاهرات مؤشر خطير، فهذه الفوضى كفيلة بتدمير الوطن وبالتالي خسارة الجميع لأننا شاهدنا كيف تبدأ المسيرات صغيرة وتحت شعار «سلمية، سلمية» ثم يتطور الأمر ويحدث ما لا تحمد عقباه وهو ما نرفضه ولذا فنرجو من الشباب الوطني أن يتحلى بالحكمة فالاندفاع لا يأتي بخير.
من واجب الأعضاء الذين قرروا المقاطعة المحافظة على سلامة الشباب الكويتي حيث يشارك في المظاهرات من باب الوطنية وحمايتهم تكون بطلب التهدئة حتى لا يتم التصادم بينهم وبين رجال الأمن وتتعقد الأمور أكثر من هذا التعقيد الذي جعلنا نعيش حالة من الإحباط وكأننا في غير الكويت التي عرفناها منارة للأمل والتفاؤل.
وزارة الداخلية تقع عليها مسؤولية كبيرة، فالعنف لا يولد إلا عنفا وبالتالي نحثهم على الرفق فقد قال عليه الصلاة والسلام «ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه» سائلين الله عز وجل أن يبارك جهودهم وأن يكتب لهم التوفيق.
أخيرا علينا جميعا أن نقاطع التالي «الفساد، التشاؤم، الحزن، اليأس» وأن نشارك جميعا في تقديم النصح والإرشاد وأن نعمل على تهدئة النفوس فالكراهية تعني موت بطيء يحكم به على الجميع.
naser_alkhaldi@