في سنوات من البذل والعطاء في أدغال أفريقيا استطاع الداعية الكويتي د.عبدالرحمن السميط، رحمه الله، أن يقدم للبشرية درسا غاية في الأهمية ألا وهو «سعادتك بقدر ما تعطي لا بقدر ما تأخذ» فلم يسع السميط، رحمه الله، لشهرة أو لمنصب، بل كان سعيه لخدمة الإسلام والمسلمين، هكذا نحسبه، فعاش يحمل هما أينما وجدته عرفت ذلك على قسمات وجه ومن خلال حديثه فكأنما الحياة عنده عطاء.
اتصلت بالدكتور ذات مرة ودعيته لحفل تكريم فاعتذر، وعندما أقيم الحفل وجدته بين الحضور فسارعت إليه معتذرا فقال يا ولدي لا تقلق انما اعتذرت عن التكريم ليس عن الحضور فأنا الآن بينكم جئت أشارككم العمل وأفرح بكم وجلس مبتسما دون أن يعلم به أحد فكأنما للتكريم عنده معنى آخر يختلف عن المعنى الذي نعرفه وهو بذلك يقدم درسا لأولئك الذين يحرصون على أن يكونوا في الصفوف الأمامية وأن تكتب أسماؤهم قبل كل أحد وأن تتجه إليه الأنظار فكأنما الدنيا عندهم أخذ دون عطاء.
لم يطلب السميط من الناس أن يثقوا فيه أو يحبوه، ولم يحاول يوما من الأيام أن يسوق أعماله الخيرية ومع ذلك تحقق كل ذلك دون أن يشعر أحد فما السبب؟ لقد عمل دون توقف وأخذ يبذل الأسباب رؤية واضحة بعيدا عن الأضواء فلما أتقن العمل اتجهت إليه الأنظار وهي رسالة بعدم استعجال النتائج.
لا شك أن أفريقيا لفها الحزن لخبر وفاة د.عبدالرحمن السميط الذي يعتبر واحدا من رواد العمل الخيري في العالم الأفريقي والمسؤولية كبيرة وكبيرة جدا على جميع العاملين في جمعية العون المباشر فعليهم أن يواصلوا في نفس الخط وعلى نفس الاتجاه من أجل خدمة الإنسان.
[email protected]