ناصر الخالدي
عذرا يا أطفال غزة فقد خذلناكم وليست هذه هي المرة الأولى وهل غير الخذلان تتوقعون منا؟ عذرا فالحروب التي أنهشتكم والمدافع التي تساقطت عليكم والظلام الذي بينكم لم يؤثر فينا كما تتوقعون نعم بكى البعض منا لدقائق معدودة نعم تأثر البعض الآخر منا وجاد ببعض ما يملك لكن المأساة مازالت والصمت مازال يستوطن الجميع ولا أكثر من ذلك بينما الصهاينة يصولون ويجولون على جثث الآمنين منكم أيها الأطفال الأبرياء الذين ما لكم ذنب إلا تخاذلنا.
أين المنظمات الانسانية من هذه النكبة؟ فماذا لو سقطت قذيفة على رأس طفل من أطفال أوروا أقسم بالله لكانت الدنيا تضج من أجله بلا هدوء ولا سكينة ولأصبح ذلك العالم بأكمله وسيقوم العالم كله من أجله الصغير والكبير ولا عجب لاننا نؤمن بوجوب حماية الأطفال وتوفير الحياة الكريمة فأين هذه المنظمات من هذه المجزرة البشعة التي في كل غارة تخلف وراءها قصصا مأساوية تفيض حزنا وهما وغما فاليتم يلاحق الأطفال من مكان إلى آخر، والترمل نصيب النساء اللواتي تكحلن بالاسى، والجوع يداهم أمعاء الشيوخ وحتى الطبيعة لم تسلم من خساستهم وغدرهم فأغصان الزيتون انكسرت فيما لايزال الجسد الفلسطيني منتصبا واقفا بوجه هذه المجازر، فالمدافع والصواريخ والطائرات سلاح الجبناء ومهما بلغت قوتها فلا شك أن نهايتها إلى زوال وتبقى تضحيات الشهداء أكبر دليل على أن القوة الحقيقية هي الإيمان الصادق بالدفاع عن العقيدة والوطن.
المشاهد كثيرة والمواقف أكثر والغارات على الرغم من قساوتها وعلى الرغم من وطأتها إلا أننا لا نشك ان عدونا جبان يخاف حتى من ظله وأكبر دليل على ذلك أنهم عندما يخيم الظلام يبدأون بإطلاق النيران بشكل عشوائي حتى يقتل بعضهم بعضا ولا عجب ولهذا فنحن لا نخشى قوتهم ولكننا نخشى تخاذلنا وصمتنا الرهيب فأرض تحتل بالسلاح لا يمكن أن تحررها الكلمات ولا المظاهرات ولا رفع الأحذية ولا إحراق الأعلام لابد من موقف ولابد من تضحية نحن اليوم بأمس الحاجة إلى أن ندعم القضية الفلسطينية بالمال فهم في أمس الحاجة إلى الغذاء والدواء والفراش ولا معين لهم بعد الله إلا نحن فمن لهم إن خذلناهم ثم لننصرهم بالتضرع إلى الله جل في علاه فلا نشك ان الله على كل شيء قدير ولنحذر كل الحذر من الانقياد وراء العاطفة فمنذ أكثر من خمسين عاما ونحن نتظاهر ندد ونشجب ولم نستفد شيئا.
أخيرا يا شعب غزة أقسم لكم بالله أن قلوب الكثير منا تتقطع مع كل ثانية تمضي ولا نملك إلا الدعاء فعذرا إن خذلناكم وعذرا إن قصرنا معكم.
كل الشكر والتقدير لكل الوسائل الإعلامية التي قالت كلمتها بكل عدل وإنصاف إزاء عرض غزة للمجازر العدوانية وإن شاء الله سيأتي يوم ويعرف الجبناء أنه ليس هناك من السلاح.