ناصر الخالدي
بين أكثر من مجمع تجاري تقع كلية الدراسات التجارية تحيط بها مدارس التربية الخاصة وآلاف من المجمعات التجارية وآلاف من المطاعم والمتنزهات السياحية وتجاورها جمعية نفع عام ومركز للرعاية النهارية وأمامها ناد رياضي في منطقة حولي وما أدراك ما حولي إنها معقل الزحمة، فالإشارات بكل صوب والتقاطعات ما تدري شلون صايرة، الشوارع ضيقه، يعني عفية عليه الطالب إذا وصل من غير لا يتهاوش.
وعندما يصل الطالب بسلامة يفاجأ بأنه لا يوجد موقف لسيارته وتبدأ رحلة البحث عن موقف وبعد أكثر من لفة يفرح الطالب يفرح مو لأنه حصل على تقدير a في إحدى المواد وإنما فقط لأنه وجد موقفا فالمواقف لا تكفي لأكثر من 500 سيارة بينما عدد الطلاب يفوق الـ 5000 يعني «من سبق لبق»، وسط معركة من الزحام والتخبط والربكة، ويركض الطالب خوفا من التأخر عن محاضرته إلا أن المفاجأة الأخرى أكبر من الأولى «يعتذر الدكتور عن محاضرة اليوم»، طبعا ليس كل أعضاء الهيئة التدريسية لكنه وللأسف توجد نماذج على هذه الشاكلة لا تجدها إلا نادرا وهذا ما جعل أكثر الطلاب يعيشون حالة من اللامبالاة تساوى فيها الحضور والغياب.
المصيبة في هذه الكلية أكبر من زحمة مرورية وندرة مواقف وأكبر من غياب دكتور ونقص في عدد القاعات أو أجهزة الحاسب الآلي، إنها أزمة في المخرجات الطلابية والكفاءات التدريسية والخطأ بين الاثنين مشترك فللأسف الطالب يلتحق بكلية الدراسات التجارية من غير أن يؤهل التأهيل الكافي أو حتى من غير أن يعرف معنى التعليم التطبيقي ولهذا تجده غير مقتنع بالدراسة منذ البداية ومحبطا ومتأففا في كل الأوقات والحالات، لذا فإن الطالب في هذا المعهد يحتاج إلى تأهيل صحيح من خلال المزيد من الدورات والمحاضرات وفتح مساحة للتعبير وتوفير المتطلبات التي يحتاجها الطالب، فمن الخطأ الاعتقاد بأن الطالب أقصى ما يحتاج أن تصرف الإعانة في وقتها أو أن يعفى من الرسوم أو أنه يحتاج إلى أن يتعلم ما يؤهله للعيش وتحقيق نجاح ولن يكون ذلك في حالة التخبط.
أما الحديث عن الهيئة التدريسية فنبدأها مع أزمة الاعتذارات التي يفرح بها بعض الطلاب ويعاني منها البعض الآخر، ومن الاعتذارات إلى الإنذارات فيشتكي بعض الطلبة من أن بعض المدرسين يحاسبون على الطالعة والنازلة دون وجود مساحة للثقة إضافة إلى أنه وللأسف بعض أعضاء الهيئة التدريسية غير متمكن من التدريس ومن الإقناع وإيصال الرسالة بالشكل الصحيح هذا ما يعتقده الطلبة.
أما المعاناة الذي يعيشها الأساتذة في هذه الكلية فلها أول ما لها آخر، والعامل المشترك مواقف السيارات، وإذا تجاوزنا هذه النقطة نجد أخرى لا تقل أهمية وهي عدم وجود التقدير الكافي وعدم وجود لائحة واضحة والاشمئزاز من الوساطات التي قتلت الكفاءة التدريسية وتجد كثيرا من أعضاء الهيئة التدريسية غير مقتنع أساسا بالمواد التي تدرس لأنه يعلم أنها مواد أكل عليها الدهر وشرب ومع هذا عليك أن تتحمل كل هذه الأمور إضافة مجرد لمحة عن الوضع القائم وأما المشاكل الإدارية والفنية فسنؤجل الحديث عنها فيما بعد.