ناصر الخالدي
أعجبتني عبارة قالها النائب السابق ومرشح الدائرة الـ 3 د.فيصل المسلم «إنها معركة يواجه فيها الإعلام الحر الإعلام الفاسد» كان ذلك مناظرة جرت في تلفزيون «الوطن» بين د.المسلم ود. محمد الرميحي رئيس تحرير الزميلة «أوان»، وجاء إعجابي تزامنا مع الصداع الذي أعيشه من خلال قراءة بعض المقالات التي لا تجد فيها إلا الهجوم خصوصا في هذه الأيام، فكم من الأقلام بيع حبرها بأبخس الأثمان فصارت الكتابة وسيلة لإيصال فلان أو لمنع فلان، وللوقوف مع فلان أو مواجهة فلان بأدلة أو بغير أدلة، بقناعة أو بلا قناعة حتى انك تجد أقلاما تكتب ذما ثم تعود مدحا ثم تجدها لا ذمّا ولا مدحا.
الكتابة الصحافية جزء من المشاركة في الإعلام ولابد من وجود الحرية الكافية للكاتب حتى يعبر عن رأيه تجاه القضايا والمستجدات، ولا يمنع أن يمتدح شخصية معينة أو يثني على فكر محدد، وله الحرية الكاملة في أن يسجل ما يختلج بداخله ولكن دون التجريح ودون المساس والتعرض للأشخاص.
اليوم نحن نعيش فترة انتخابات وتنافس بين مئات المرشحين للوصول إلى قبة البرلمان، وللإعلام دور كبير في هذه الانتخابات لأنه لا يمكن للإنسان أن «يفتر» على مقرات المرشحين ويستمع لكل الندوات، حتما سيصاب بأضعاف الصداع الذي أصابني، كما انه لا يمكن أن يتعرف على فكر وأسلوب وطريقة كل المرشحين، فذلك ضرب من المستحيل، لذا فالإعلام برجاله وفرسانه من كتاب ومحررين ومصورين ومقدمي برامج يستحقون الشكر والتقدير على الجهد الذي يقومون به، ويجب النظر إليهم بأنهم المرآة المصقولة التي تعكس كل وجهات النظر على اختلافها وتنوعها، ليختار كل واحد منا ما يريد، ولكن هناك نقطة يجب التنبه إليها حيث إن الكثير من المرشحين يحاولون التودد إلى رجال الإعلام والوصول إليهم بأي شكل وأي طريقة، لذا فإن الإعلامي النزيه والصحافي الناجح هو الذي يرفض قبول أي هدية مهما كانت قيمتها وينقل كل ما يراه بكل صدق وحيادية ليحظى بثقة المجتمع وينعم باحترام الجميع، ولتبقى قيمة الإعلامي دون أن ينتقص منها أحد، فالفكر الحر يجب ألا يباع أو يشترى، وهذه نصيحة وجهها لي أحد الأساتذة في يوم من الأيام أنقلها على استحياء لزملاء يكبرونني سنا وفهما وفكرا ووعيا حتى يُتنبه إليها عن قناعات ومبادئ وقيم تعتبر من أهم النقاط في ميثاق العمل الصحافي، كما أنها وقبل ذلك كله هي أساس لبناء الشخصية المتزنة التي تعرف الفرق بين ممارسة العمل بأمانة ونقل الخبر بكل حيادية والقناعات وطريقة التعبير عنها.
الإعلام الفاسد هو الذي يزين صور الفساد على أنها قيم وفضائل وكل من يحارب هذا النوع من الاعلام هو رجل يستحق الإشادة والتقدير لذا فكل الشكر والتقدير للأخ د.فيصل المسلم متمنيا له التوفيق والانتصار في المعارك التي تدار حوله.