ناصر الخالدي
متحير كيف أبدأ؟ وماذا أقول؟ فعلا أمر غريب ما يفعله البعض أثناء السفر إلى الخارج وليس الأمر «طيش شباب» كما كنت أعتقد بل إنه أحيانا يكون «طيش شياب». يقاطعني البعض «يا أخي أنت شعليك.. حرية شخصية كل انسان حر يسكر متى ما يريد ويزني متى ما يريد» هكذا يعتقد بعض الجهلاء أما من يقرأ الواقع ويحمل هم الأمة كاملة يعرف أنها مصيبة يجب أن تجد من يتصدى لها، وإلا فعلى الكثير من الشبان السلام وستخسرهم أوطانهم وأسرهم وستربح من ورائهم الحانات والبارات وبائعات الهوى وأصحاب التكاسي الليلية وعلى قولة المثل «رزق القطاوى على الخاملات».
قوافل من الشباب الذين صرفت عليهم الدولة ومازالت مليارات الدنانير من أجل أن توفر لهم تعليما ممتازا ومستوى صحيا ممتازا بعد أن يكبروا وتشتد سواعدهم تفرح بهم الدولة تماما مثل فرحة أمهاتهم فتوفر لهم وظائف بمرتبات خيالية وامتيازات أيضا خيالية لأنهم المستقبل، لأنهم حماة الوطن بينما في دول أخرى لا يجد أصحاب الشهادات إلا الانتظار لسنوات طويلة ثم التوظيف برواتب متدنية كل هذا الدعم الذي تقدمه الدولة يجب أن يعرف البعض قيمته ومن ثم يخجل ويستحيي على دمه «شوي» فيمثلها التمثيل الذي يليق بها فالتعبير عن حب الوطن واعتزاز الإنسان بوطنه لما قدم له لا يكون بقيمة الأموال التي ترمى في السهرات الليلية ولا بقيمة البذخ والتفاخر تماما كما أنه ليس بالاستعلاء والتكبر والتطاول على الآخرين، كل هذه التصرفات تجعل سيلا من الأحقاد ينصب علينا عندما نسافر ونحتك بكثير من الشعوب ومهما كنت تجد من يتهمك بما لا يليق فقط لأنه لم يعرف يوما من الأيام إلا أصحاب المزاج القذر والفكر المنحط.
أقولها وبكل أسف «واحسرتاه» على الأموال التي تبذل على السكر والعربدة والسهرات من قبل البعض ممن ساءت أخلاقهم وانهارت مبادئهم وقيمهم حتى وصلت إلى قاع الانحطاط والتخلف بممارسة خاطئة لا يقبلها إلا متهور أو جاهل حتى وصلت لدرجة أن بعض الشباب يأخذه الحماس ويتفاعل مع الأجواء الكئيبة فيبدأ عملية ضخ الأموال في صالة الانحطاط الليلي وبعدها يطلع حافيا منتفا وبسرعة البرق يلجأ إلى حيلة للأسف تضررت منها كثيرا من الممثليات الخارجية لدولة الكويت وهي ظاهرة يجب أن تجد من يتصدى لها وإلا فعلى كرامتنا وسمعتنا السلام.
وهذه الظاهرة باختصار لجوء بعض أهل المزاج الهابط إلى القاع لرهن جوازاتهم التي تحمل شعار الدولة عند المتربصين بهم وبهذا يكونون أسرى شهواتهم فحالة الفوضى التي تحصل من قبل بعض المستهترين يجب أن تجد من يتصدى لها لأنها تمس سمعة البلد وطبعا شريحة فاسدة لا تمثل مجتمعا كاملا به العديد من المثقفين والمبدعين وأصحاب الهمم العالية والفكر الواعي.
على متن الطائرة كان معي شاب أظنه في بداية الثلاثينيات وجهه مظلم وفكره أظلم كلامه مخيف وأسلوبه سخيف طول الرحلة وهو يتلفت يمينا وشمالا من شدة الخوف تكلم معي فلم أر في حياتي أجرأ ولا أحمق منه فيا حسرتاه على أموال تكب في البارات ونساء المسلمين يمتن من الجوع يا حسرتاه ألا يخجل هؤلاء الشبان من تصرفاتهم وحماقتهم.