ناصر حمد الخالدي
تعتريني لحظات أشعر معها وكأنني في أمس الحاجة إلى البكاء ولا أدري لماذا أبكي، هل على وطن ضاعت تنميته بين شعارات الحالمين وكلمات المتكلمين وملفات الاستجوابات التي تسببت في عرقلة الكثير من المشاريع بحجة المحافظة على المال العام ومراقبة الفاسدين؟ أم على ضمير غائب بين الملايين ويستتر بالتجاوزات وما أكثر الأدلة والبراهين؟ أم أبكي على انشغال المسؤولين عن تردي الكثير من الأوضاع أصعبها الإنسانية؟!
بالأمس طالعتنا إحدى الصحف بمصيبة ليست جديدة ولكن نذكرها ربما يقرأها بعض ممن مازالت ضمائرهم حية، إنها مأساة الأطفال الكويتيين الذين حرموا من شهادات الميلاد والسبب ان أمهاتهم من فئة المغضوب عليهم (البدون)، فهم ما بين إدارة المواليد والوفيات واللجنة التنفيذية، وضاعت سنوات العمر بلا شهادة ميلاد أو جواز وبلا بطاقة وغدا سيولد جيل لا يعرف ماذا يعني حب الوطن أو ماذا تعني كلمة انتماء، سيولد جيل لا يعرف إلا الانتقام لأنه ليس أصعب من أن تحرم من حقك.
لهذا فيا عقلاء الوطن هل تدركون هذه الكارثة القادمة؟ يا عقلاء الوطن إن مشاكلنا وأزماتنا لا تحل بالصراخ ولا تنتهي بالاستجواب يا ضمائر المواطنين إن مشاكل أبناء الكويت في الخارج والداخل أكبر من خمسة ملايين فأينكم عنها أم أنها مجرد تصفية حسابات يا ضمائر الامة نحتاج إلى فزعتكم لمساعدتنا على رؤية وطن لا توجد به مناطق منكوبة ولا قوانين متعارضة ولا توجد به خلافات بين حكومة واعضاء مجلس أمة نحتاج فزعتكم لرؤية أيام جميلة فقد سئمنا الاتراح وذكريات الحزن.
يا عقلاء الوطن انقذونا فالمشاكل لن تجدي نفعا أمام التحديات الكبيرة التي تواجهنا لن ينفعنا إلا الله ثم التخطيط الجيد والعمل من أجل توفير مصادر بديلة بدلا من آبار البترول التي ستنتهي يوما من الأيام لا محالة، مشاكلنا لن تنفعنا أمام السنوات القادمة التي ستعمل فيها الدول المتقدمة من أجل توفير مصدر يغنيهم عن بترولنا ووقتها نتحسر على كل لحظة أضعناها اتهاما وصراخا وتجريحا وبحثا عن عيوب فلان وفلان. يا عقلاء الوطن انقذونا ليكون عندنا علماء ومفكرون ومثقفون يجدون البيئة التي تساعدهم على النجاح بدلا من هجرتهم بين كثير من الدول.
رسالة وصلتني عبر البريد للمرة الثانية ولكن بأسلوب آخر وطريقة أخرى، إلا أنها من نفس المرسل حيث يقول فيها: أبعث إليكم بهذه الرسالة راجيا من المولى عز وجل أن تصلكم وانتم في أحسن حال، أنا أخوك علي محمد عربي وموجود حاليا في ساحل العاج وعقب المشاكل التي حصلت في الفترة الماضية هنا في هذه الدولة فأنا موجود في منزلي تحت الإقامة الجبرية نظرا لظروف سياسية معينة. أخي العزيز، هناك مشروع مهم جدا أريد عمله معكم ولكن قبل أن أبدأ هذا المشروع علينا أن نتفق مبدئيا على أن يكون الكلام بيننا انا وأنت سرا فلا يجوز لأحد ان يعرف محتوى الاتصالات بيننا حفاظا على سلامتي بالدرجة الأولى. أخي العزيز في حالة الموافقة على العمل معي في هذا المشروع أرجو إيفادنا باسمكم الكامل كي نتواصل بشكل واضح. أنا أخوك عربي وأمد إليكم يدي راجيا من المولى ألا تردني خائبا، استخرت الله سبحانه وتعالى قبل أن أرسل لكم بهذا البريد وإن شاء الله يوفقنا في العمل.
بعض العرب مشكلة نصب عينك عينك وإلا واحد في إقامة جبرية ويفكر بالتجارة فعلا أمر مضحك.