ما أجمل الحوار عندما يكون بحثا عن الحقيقة ومن أجل الاقتناع بعيدا عن الصراع والتعصب وكذلك بعيدا عن العاطفة خصوصا إذا كان الموضوع يتعلق بالأحكام الشريعة، فالعاطفة لا اعتبار لها في تطبيق بعض الأحكام الشرعية، وإلا فما كان هناك أي داع لجلد الزاني ولا قطع يد السارق ولا داع لإلزام النفس البشرية بكثير من الكفارات مثل كفارات الجماع في نهار رمضان وغيرها من الكفارات، والواجب قبل ذلك كله أن نعرف أهمية التخصص، فلا يمكن أن نسأل عن الطب إلا أهله وكذلك الهندسة، والدين من باب أولى ألا يسأل فيه إلا عالم تقي ورع لم يعرف بالفتوى الشاذة والآراء المنحرفة ومثل هذا جدير بأن تأخذ منه فتوى، أما من ينتسب للعلم والعلم منه بريء فهذا لا يطرق بابه إلا باحثا عن اتباع هوى أو مخدوع يحتاج إلى توضيح.
استفز البعض مطالبة بعض النواب بضرورة الالتزام بالحجاب من قبل النائبات في مجلس الأمة وسرعان ما أقيمت الندوات فزادت الشبهات وتشعبت الآراء وأصبح هناك خلط في المفاهيم فسمعنا من يقول ان النقاب عادة من عادات الجاهلية وسمعنا من يقول إنه مجرد حرية شخصية، وحتى نصل إلى نتيجة فلابد من التوضيح، أولا ان كثيرا من النساء غير المحجبات فيهن خير كثير وفيهن أدب ونحن لا نقول إن كل امرأة غير محجبة هي امرأة ساقطة أو فاسقة، فهذا لا يقوله أحد، ولكن لماذا لا نزيد الحسن حسنا؟ كما أننا نحترم كل رأي وندعو للحوار من أجل الحق لا من أجل الانتصار ولذلك نسأل فنقول إذا كان النقاب عادة من عادات الجاهلية فماذا تقولون في فرضية الحجاب؟ والله تعالى يقول (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن) والآية واضحة وضوح الشمس وما اختلف العلماء في فرضية الحجاب وما قال أحد منهم بأن الحجاب حرية شخصية لأن هذا قول قبيح ما يتلفظ به إلا غير عالم بما تعنيه الآية.
وللأسف الشديد أن هناك من يقول إن الحجاب حرية شخصية، والنقاب عادة من عادات الجاهلية، أخطاء كثيرة وتخبط واضح وتداخل كبير فالردود أغلبها مبنية على أهواء وآراء شخصية أو اجتماعية، وكما ذكرنا فإن الحل لا يمكن أن يكون إلا بالنصوص الشرعية وفتاوى أهل العلم، كما أن الندوات التي أقيمت كانت فرصة مناسبة لأن يعرف الكثيرون أن المطالبين بالحجاب هم الأكثرية وأننا ولله الحمد في مجتمع محافظ متمسك بالضوابط الشرعية ونحن لا نعيش في مدينة فاضلة، فلابد أن تحصل مثل هذه الأمور التي قد يكون من ورائها خير كبير.
ولا يخفى على أحد من العقلاء حجم المفاسد التي تحصل من وراء سفور المرأة وخلعها للحجاب فكما قال الشاعر:
- كل الحوادث مبداها من النظر
- ومعظم النار من مستصغر الشرر
وكما قال الزمخشري: النظر بريد الزنا ورائد الفجور والبلوى فيه أشد وأكثر، ولا يكاد يقدر على الاحتراس منه احد ومن شؤم هذه الأزمة أنها طالت لتتعرض إلى بعض العلماء الفضلاء وتتهمهم بالتكفير مثل فضيلة الشيخ سعد الشثري الذي هو أبعد ما يكون عما قالوا عنه، فالله المستعان على ما قالوا ونسأل الله لهم الهداية.
إحصائيات: 80% من النساء الأميركيات يتعرضن للاغتصاب مرة واحدة على الأقل في حياتهن
عدد النساء اللاتي يغتصبن كل يوم يتجاوز الـ 1900 فتاة، والنتيجة: أن نحو 30% من الفتيات الأميركيات يتعرضن للحمل أو الإجهاض أو الولادة في سن الرابعة عشرة.
[email protected]