سرعان ما مضت أيام العام 2009 ومثلها أول أيام العام 2010، وهكذا هي أعمارنا تجري دون أن نشعر بها إلى أن تتوقف مسيرتها عند النقطة الأخيرة وفي الوقت الذي لا نستطيع البكاء على أنفسنا وما ضيعنا وما فرطنا يبكي علينا الآخرون مع أننا الأولى بهذا البكاء لأننا وللأسف في أعمارنا نضيع الكثير.
في العام 2009 استطعنا وبنجاح كبير وبتكاتف من قبل الاخوة في الشؤون والبلدية والداخلية والأشغال والصحة والتربية أن نشيد صرحا رائعا بدلا من مجمع دور الرعاية لننهي معاناة الفئات الخاصة التي تعيش في ذاك المبنى المتهالك، وأنتم اليوم ترون هذا البرج العالي الموجود عند دوار الأمم المتحدة أكبر دليل على أننا نجحنا نجاحا لا مثيل له.
في العام 2009 نجحنا أن نشيد أطول برج في العالم ليكون مركزا ماليا، وجاء وفق أحدث وأرقى التصاميم، ومن خلاله استطعنا وبنجاح باهر أن نقضي على البطالة ونوفر فرصا للراغبين في الحصول على الوظيفة بدلا من الانتظار الطويل واستطعنا من خلال هذا البرج العالي أن نجعل بلادنا حديث الجميع.
وفي العام الـ 2009 استطعنا أن نحل قضية البدون بعد معاناة طويلة فأعطينا كل ذي حق حقه بدلا من تلك المهاترات والتصريحات والندوات والمحاضرات التي تعبنا معها كثيرا، وهكذا انتهت 2009 لتنتهي معها قضية البدون ليس هذا وحسب بل حتى قضية القروض انتهت في هذا العام وعمت الفرحة.
وفي العام 2009 لم نشهد أي محاولة لتفكيك مجتمعنا وزعزعة الوحدة الوطنية ولم تخرج علينا أي قناة فضائية بما هب ودب كلا ولم نر اسفافا أو استخفافا وكنا متلاحمين مترابطين على قلب رجل واحد لم تشهد الشوارع مظاهرات ولم تعقد في الدواوين محاضرات وندوات.
وفي العام 2009 أيضا شيدت مشاريع كبرى بعد التعاون الخيالي الذي جرى بين الاخوة أعضاء مجلس الأمة والاخوة الوزراء في الحكومة فكانت سنة «الطفحة» من حيث المشاريع التنموية في كل المجالات وهكذا انتهى العام 2009 ولذا فرحنا واحتفلنا أو لماذا نحتفل؟ ينبغي أن نحزن على رحيل عام كان حافلا بالانتكاسات عذرا بالإنجازات.
واليوم مع رحيل الأيام الأولى من العام الجديد 2010 يا ترى كيف يكون هذا العالم؟ اللهم اجعله عام خير على البلاد والعباد لكن على كل واحد منا أن يبدأ في إصلاح نفسه ومن ثم يبدأ في نقد الآخرين.
حزنت كثيرا مثل كل أهل الكويت وأنا أقرأ صرخة الأب المفجوع في بناته الأربع نتيجة الاستهتار الحاصل من قبل بعض الشباب. عذرا يا عماه فقد أطلقنا لشبابنا العنان حتى يستهتروا بأرواح الآخرين فكان ما كان والله يا عماه لقد تقطعت قلوبنا نحن نقرأ استغاثتك وإن ضاع حقك اليوم فوالله لن يضيع في محكمة الآخرة والله أسأل أن يكتب أجرك.
إن الشيء الذي يستحق ان يسجل بكل فخر واعتزاز في العام 2009 هو مشروع مدينة صباح الأحمد البحرية الذي يعد إبداعا يجسد صورة مشرفة للعبقرية الكويتية عندما تتحدى وعندما تفكر وعندما تقرر بلا شك يكون منتهى الإبداع وهكذا كان مشروع مدينة صباح الأحمد البحرية.
[email protected]