ليست وحدها أبواب المدارس التي تفتح مع بداية كل عام جديد، بل وحتى أبواب المشاكل الدراسية التي تعاود الظهور من جديد، وعودة ظهورها تعني أن معظم الحلول التي وضعت سابقا لم تكن ناجحة، وبالتالي فالجميع يدفع الثمن بما فيها الوزارة والأهل، وقبل هذا وذاك الطلبة.
وقبل الوقوف على بعض هذه المشاكل لابد من معرفة أسبابها، فلو بدأنا بالمدرسين مثلا، وتحديدا المعلمين الوافدين سنجد التالي: هناك عدد كبير من المعلمين الوافدين يأتي لمدة محددة، كونهم حاصلين على إجازة من بلدانهم، وبعض هؤلاء يفكر بطريقة «اغنم زمانك» او «فرصة ولا تضيعها»، فيحاول أن يستفيد بأكبر قدر ممكن من وجوده المحدود في الكويت لجمع رأسمال يعود به سريعا إلى بلده على مبدأ ما خف حمله وغلا ثمنه، وليحقق ذلك عليه أن يرهق نفسه سعيا وراء الدروس الخصوصية التي لم يعد يستحي بعض المدرسين من إعلانها صراحة أمام الطلبة، أو أن يضع إعلانا في الصحف جهارا نهارا على عينك يا تربية.. فماذا يرتجي الطلبة في صباح اليوم التالي من مدرس منهك استهلك نفسه طيلة مساء أمس من بيت لبيت، حقيبة طعامه في يده، وربما يتناول وجباته الثلاث وهو في وسائل النقل، وهناك سلسلة من المشاكل التي يعاني منها، نذكر بعضها فيما يلي:
تدني مستوى الرواتب، وخصوصا في المدارس الخاصة، فالمدرس فيها غالبا لا يتجاوز راتبه 250 دينارا.
إذا كان المعلم رجلا فغالبا عائلته بعيدة عنه كون وضعه المادي لا يتيح له إحضارهم، مما يسبب له ضغوطا نفسية معينة، وإذا كانت المعلمة امرأة فالوضع لا يقل صعوبة، خصوصا إذا كانت متزوجة، ولديها أولاد، وأحيانا تصبح هي كفيلة زوجها فتحضره على سبيل الزيارة، فيجلس المسكين في البيت يعد الطعام حتى عودة زوجته من العمل، أي تبادل أدوار.
وهذا جزء يسير لا يذكر من مشاكل المدرسين وأيضا معاناتهم، وهي بالتالي تنعكس بشكل أو بآخر على الطلبة الذين يجدون أنفسهم ضائعين بين معلم حائر، وآخر طماع، وثالث مظلوم، وغيرهم ظالم.. ثم ينقل الطالب هذه المعاناة الى البيت ليتلقفها الأهل بحيرة مشابهة، وعجز تام عن الإجابة عن كثير من الأسئلة المنطقية والصعبة التي يوجهها إليهم الأبناء، وفي خضم ذلك يظل العبء الأكبر على وزارة التربية التي «يجرجرها» النواب في دورات الانعقاد إلى البرلمان، لتترك الوزيرة وظيفتها الأساسية في الجولات التفقدية على المدارس، وتجلس كطالبة على مقاعد البرلمان.
المشاكل التربوية ـ المتجددة ـ أكثر مما ذكرناه، وهناك حوادث ظهرت في السنوات الأخيرة ولم تكن مألوفة في مجتمعنا، ولابد في بداية العام الدراسي من التنويه إليها لعل يقظة القائمين على التربية تحول دون تكرارها.
هذه لواعج تتجدد سنويا مع بداية كل عام دراسي، وقد مضى عليها سنوات، وحتى الآن لا إجابة!
[email protected]