يعيش العالم اليوم على فوهة بركان خامل، قد يثور في أي لحظة، أو فوق قنبلة معرضة للانفجار في كل دقيقة، وذلك بسبب أن شوارع العالم ومطاراته ومرافقه، أصبحت تحبس أنفاسها تحسبا لأي عملية إرهابية محتلمة الوقوع.
ثمة أنفاق يمر بها الارهاب فتجعله اكثر غموضا. فهل هو نتاج صراع بين حضارات ام بين أديان؟ أم هو نتيجة فكر متشدد من كل الأطراف؟ حيث إن الإرهاب لا تقتصر ممارسته على جهة بعينها، فهناك إرهاب الأفراد وإرهاب العصابات والتنظيمات وإرهاب الدول. ومن المتأخر جدا أن نبحث الآن في أسباب الإرهاب، التي أبرزها يتمثل في الصراعات على المصالح، والتي يكون وقودها ـ على الأغلب ـ أناسا يفهمون الأديان خطأ فيزجون بالدين في أتون معركة هي في أساسها سياسية وليست جهادية. والذي يدفع الثمن فيها جيل من الشباب يتم استثمار حماسهم، فيحولون أدمغتهم الى «زر» يضغطون عليه في أي وقت يشاءون ليحدث الانفجار. والإرهاب منذ البداية سلوك أسري خاطئ، ونمط اجتماعي غير صحي، وتنشئة دينية متعصبة، ومحاولة توسيع مصالح دولة على حساب أخرى، كل ذلك يجتمع ليخلق إرهابيا يقوم بدم بارد على تحزيم نفسه وتفجير جسده في جماعات بريئة، وأحيانا تكون السلطات مسؤولة عن الإرهاب، وذلك عندما تمنع الحريات وتقيد وجهات النظر وتدجنها، وتتلاعب في الانتخابات وتتمثل مظاهر هذه الدوافع في «غياب المشاركة السياسية لشتى شرائح المجتمع، ومبدأ التداول السلمي للسلطة، وتزوير الانتخابات، ولاسيما البرلمانية منها، وقمع المعارضة السياسية على مستواها الفردي والجماعي، قمعا مباشرا بفتح السجون والمعتقلات». ويحدث اليوم تدويل خطير للإرهاب، فلم يعد ضروريا ان يحمل الارهابي جنسية البلد الذي يقترف فيه الاعمال التخريبية، فعدد كبير من الذين فجروا أنفسهم في العراق مثلا ليسوا عراقيين، وكذلك من فجر حافلات في بلاد غربية لم يكن يحمل بالضرورة جنسية تلك البلاد، وهذا يعتبر أشد خطرا وأكثر تهديدا لأمن البلاد. ويضع المتخصصون جملة من الحلول للحيلولة دون تنامي الإرهاب، وأجد أن هذه الحلول يجب أن يتبعها العالم بأسره، لأن هناك متشددين من كل الديانات. ويبدأ العلاج من جذور المسببات للمشكلة فهناك الحل التربوي المتمثل في «إدراك خطورة إغفال المناهج التربوية لمفردات التربية المدنية والحضارية، وإعادة النظر في بعض التراثية والحديثة التي أدى فهمها يوما ما إلى تبني أفكار وأحكام لا تنسجم وروح الدين ومقاصده في التعامل مع الآخر القريب، وكذا قيام الوسائط التربوية الأخرى من دور العبادة لشتى الأديان وأجهزة الإعلام بدعم هذا التوجه عن طريق بث وإذاعة ونشر الوعي الحضاري السلمي والمدني». وغياب كل ذلك، يعني أن بيننا دائما قنبلة بشرية موقوتة.
[email protected]