الكوارث الطبيعية هي الموضوع المؤجل غالبا في الحسابات الحكومية لأي بلد، وربما يعود ذلك الى ان الكوارث تأتي بشكل مفاجئ ، وان كان هذا المبرر غير مقنع وغير كاف في ظل وجود أجهزة متطورة اليوم للكشف عن الطقس واحتمالاته المقبلة.
الأمر الآخر الذي يجعل من الكوارث خارج الحسابات الدقيقة، هي انها عندما تعصف بالمكان الذي تحل فيه، يكون عصفها مدمرا لا ينفع معه اي احتياطات ما لم يكن قد أعد لها سلفا وقبل سنوات من وقوعها.
والكوارث المدمرة التي تشهدها بعض مناطق العالم بين الوقت والآخر وآخرها اليابان، ليست هناك منطقة بمنأى عن أي بقعة جغرافية، وكان للكويت نصيب منها عبر التاريخ، وهو ما يؤرخون به أحيانا مثل «سنة الهدامة».
وقريبا جدا من هنا، لا ننسى اعصار «غونو» المدمر الذي عصف قبل ثلاث سنوات تقريبا بسلطنة عمان، وكانت خسائره فادحة. وحسب المعلومات التي نشرتها بعض وسائل الاعلام فان شركة اعادة التأمين الاولى في العالم، الالمانية «ميونيخ ري» ذكرت بأن «الكوارث الطبيعية التي ضربت العالم في 2010 وكانت مدمرة بشكل غير معهود، خلفت 295 الف قتيل وتسببت بخسائر مادية بقيمة 130 مليار دولار. وكان اخطر هذه الكوارث الزلزال الذي ضرب هاييتي في يناير وقدرت خسائره بـ 222 الفا و570 قتيلا وموجة الحر وحرائق الغابات التي ضربت روسيا في الصيف وخلف 56 الف قتيل وزلزال الصين في ابريل وخلف 2700 قتيل. اما افدح الخسائر فوقعت في تشيلي بعد الزلزال الذي ضربها في فبراير ونجمت عنه خسائر بقيمة 30 مليار دولار و520 قتيلا والفيضانات التي شهدتها باكستان من يوليو الى سبتمبر أدت الى خسائر قيمتها 9.5 مليارات دولار خسائر و1760 قتيلا وضربت العاصفة «سينتيا» اوروبا الغربية في فبراير وخلفت 65 قتيلا وخسائر بلغت 6.1 مليارات دولار بينما كبدت الاعاصير الولايات المتحدة خسائر قيمتها 4.7 مليارات دولار». وهذا يعني أن عام 2010 كان عاما انقلابيا على صعيد الكوارث أيضا، والمشكلة التي لا تتوقف عند حد هي أن الكوارث الطبيعية مرشحة للازدياد في السنوات المقبلة، فحسب تقرير دولي مشترك صادر عن الأمم المتحدة والبنك الدولي من المتوقع أن تتضاعف خسائر الكوارث الطبيعية ثلاث مرات بحلول 2100 لتصل إلى 185 مليار دولار سنويا، مع استبعاد آثار التغيرات المناخية وأن عدد الأشخاص المعرضين لخطر العواصف والزلازل في المدن الكبرى قد يتضاعف إلى 1.5 مليار بحلول 2050.
اذن لابد من اجراءات وقائية، وهي الأجدى في مثل هذه الحالات وأن يتم التفكير جديا في تأسيس مشاريع لدرء أي كوارث محتملة، فمنع أي خطر محتمل غدا يبدأ من اليوم.
[email protected]