حتى الآن لا يبدو ان الشارع الكويتي مرتاح لموضوع توسيع نطاق مجلس التعاون، ليشمل المغرب والاردن. وإن كان من الصعب إطلاق أحكام عاجلة ومسبقة، إلا ان من المنطق أن نقوم بتحليل الأسباب التي أدت الى هذا الشعور غير المريح. الأمر الأهم الذي ربما ادى إلى عدم الارتياح، هو أن هناك اختلافات كثيرة بين طبيعة الشعب الخليجي من جهة، والمغربي والأردني من جهة اخرى، بل ان هذه الاختلافات تكون أكثر بين الشعبين المغربي والأردني بحكم العادات والتقاليد والتركيبة العشائرية في بلد دون آخر، كما ان الأوضاع الاقتصادية غير المتكافئة بين هذه الدول تجعل طرفا مستفيدا أكثر من الآخر. ولو استقرأنا التاريخ، لوجدنا أن هناك وحدات اندماجية اكبر من هذه باءت بالفشل في النهاية، مثل الاتحاد السوفييتي ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا.. وهذا يعني أن المسألة تحتاج إلى دراسة اكبر. ولكي نسلك دروبا موضوعية، فما نتحدث به ليس من باب النرجسية الشعوبية، ولا من باب الرغبة في العزلة، فكل من الشعبين المغربي والأردني له تاريخ عريق، ولكن نريد لأي تقارب ان يكتب له الاستمرار، لأنه في حال فشل هذا التوسع الخليجي، فسينعكس سلبا على مجلس التعاون.
وقد يكون من المجدي ان تتم الاستعاضة عن هذا الانضمام ببدائل أخرى كالاتفاقيات طويلة المدى مثلا، والتي تلزم الأجيال اللاحقة بها أيضا، ويمكن لهذه الاتفاقية ان تقترب في مضمونها من حالة الانضمام، ولكنها تحفظ لكل شعب خصوصيته واستقلاليته.
وكي نكون أكثر إنصافا، فالأفضل القيام بدراسات وعمل استبيانات واستطلاعات للرأي بين الناس، وذلك كي يكون القرار شعبيا وليس فقط سياسيا، لأن الذين سوف يتعاملون مع بعضهم في النهاية هم الشعوب أكثر من الحكومات، وخصوصا في المجالات التجارية والاقتصادية بشكل عام، وحبذا لو تم عمل هذا الاستطلاع كي تشترك الشعوب في القرار وتبرئ الحكومات ذمتها.
[email protected]