احتاج أحد الأشخاص لكتابة موضوع عن الصناعات الكويتية، وكانت المفاجأة أن شحا كبيرا واجهه في وجود المصادر والمطبوعات الكافية لذلك، ومعظم ما وجده كان قديما، بعضه يرجع إلى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، وأما الحديث منها فهو ليس أقل من ثلاث أو أربع سنوات مضت، ومعلوماتها غير كافية ولا توفر للباحث مادة واسعة وكافية ولا فيها تفاصيل محدثة جديدة.
فحزم الرجل أمره وقرر الاستعانة بالإنترنت، وكانت الخيبة أكبر، فقد رضي بـ «غوغل»، لكن «غوغل» لم يرض به، إذ لم تظهر له إلا بعض عناوين الشركات والقليل من المواد الصحافية والتصريحات.
الجهات التي لجأ إليها الرجل هي جهات متخصصة في موضوع الصناعات، ومع ذلك كانت مطبوعاتهم في هذا الجانب لا تسمن ولا تغني من بحث، ونستغرب هذا الشح في المطبوعات المواكبة للتطور الصناعي الكبير في دولتنا، فنعلم أن أعداد الشركات وكذلك المصانع والمنشآت الصناعية في تزايد، بدءا من الصناعات الثقيلة كالنفطية والمعادن والكيماويات وصولا إلى النسيج والورق والأخشاب وغيرها من الصناعات التي لا توجد تفاصيل علمية عنها بالشكل الكافي، سوى ما ذكرناه من معلومات قديمة، والجديد منها مقتضب.
وبمناسبة الحديث عن الصناعات النفطية، فنحن متفائلون بوضع حد لتهريب الديزل، خصوصا أن الحلول المطروحة الآن تبدو غير واقعية، مثل رفع الدعم أو حصرها في شركة واحدة، وربما لو تمكنوا فعلا من السيطرة على تهريب الديزل، لأصبح لديهم وفرة لطباعة كتيبات جديدة.
وعودة للمطبوعات، فلماذا لا تشترك الجهات الصناعية بمجملها في طباعة كتب تعكس حقيقة التطور الصناعي الهائل في بلدنا، فمعظم الدول لديها مثل هذه الكتيبات توزع على الزائرين وعلى وسائل الإعلام وخصوصا القادمة من الخارج.
فكيف لجهات بهذا الحجم وبهذا الدخل تبخل على نفسها بكتيبات تعريفية عنها تتضمن معلومات تفيد الباحثين، إلا إذا كانوا يعتبرون أن الكشف عن صناعة الغزل مثلا، من الأسرار النووية.
[email protected]