قبل أعوام كتب الراحل د.أحمد الربعي مقالة أشار في بدايتها إلى أنه تم حل مشكلة البدون، ثم تبين في السطور التالية للمقالة أن الربعي كان يقصد مشكلة «البيرة من دون كحول» التي أثارت حينها لغطا قبل السماح ببيعها.
مشكلة البدون أن هناك من حاول نقلها من الواقع الإنساني إلى الواقع السياسي، فهي تنشط غالبا في فترات انتخابات مجلس الأمة، حيث يستخدمها بعض المرشحين كورقة لاستجلاب أصوات الكويتيين ممن لديهم أقارب من البدون، وبعد أن ينفض مولد الانتخابات، تبقى الأمور على ما هي عليه.
أي أنها مشكلة في أصلها دائمة، ولكن تسييسها يحولها إلى مشكلة موسمية.
لاشك أن هناك خطوات اتخذت في هذا الإطار من قبل الحكومة، ولكنها تظل خطوات أبطأ من سرعة هذه المشكلة، لأن هناك شرائح كثيرة تستحق الدراسة بجدية، ومثال عليها صاحب هذه الرسالة التي وصلتني على الإيميل، ويقول كاتبها:
«بدأ الموضوع منذ عام 1977 حين حصل جدي على الجنسية الكويتية وفقا للمادة الخامسة وجميع عمامي وعماتي البالغ عددهم 10 ولم يحصل والدي على الجنسية بسبب تجاوزه سن 21 عاما حين حصول والده على الجنسية الكويتية، حتى عام 2012 حصل والدي على الجنسية الكويتية بالتبعية لوالده أسوه بأشقائه وكذلك أشقائي القصر حصلوا على الجنسية الكويتية ووالدتي كويتية وانا لم أحصل على الجنسية بسبب تجاوزي أيضا سن 21 سنة أي أنني قمت بإعادة مأساة أبي».
مثل هذه الحالات أكيد أنها ليست فردية، والأكيد أيضا أنها الأقرب للحل قانونيا وإنسانيا، وإن إيجاد حلول لهذه المشاكل من شأنه أن يساعد على ترسيخ الاستقرار، خصوصا أن أجيالا منهم تعيش بلا هدف واضح، ويساورها قلق المستقبل.
اليوم وبعد كل هذه السنوات، أصبحت مشكلة البدون من المشاكل الواضحة، أي على المحجة البيضاء، معروف من يستحق الجنسية، ومعروف من لا يستحقها.. أو هكذا يفترض أن يكون.
[email protected]