حتى فترة قريبة، كنا نعتبر أن شهر رمضان المبارك له فوائد روحانية واقتصادية وصحية، ولكن تبين لاحقا أن له فوائد أيضا على المنتجين الفنيين الذين «يسلقون» الأعمال الدرامية سلقا غير ناضج، مستغلين حاجة المشاهد في هذا الشهر للجلوس أمام شاشة التلفاز لتسلية صيامه.
ولذلك يبدأ سباق الهبوط نحو الدرك الأسفل من الهشاشة والإسفاف في كثير من الأعمال التي لا تناسب أصلا تقاليد الشاشة الشرقية في الأيام العادية، فكيف بها وهي تعرض في هذا الشهر الفضيل؟!
واللافت في أعمال هذه السنة مواضيع مثل الخيانة الزوجية، وتحديدا خيانة الزوجة للزوج، وكان من الممكن تقبل هذه الفكرة لو أنها تم طرحها بموضوعية واتزان فهي ولا شك مشكلة واقعية، ولكن أن تعرض بهذا الشكل الفج وخصوصا في مسلسل بعنوان «لو»، فهو غير منسجم مع أخلاقيات المجتمع، حيث يعرض المخرج تفاصيل شبه إباحية بين الزوجة وعشيقها، وأجد نفسي محرجا من وصف المشاهد.
وفوق كل هذا، يتبين لاحقا أن المسلسل مستنسخ من عمل أجنبي باعتراف مؤلفه.
ولكن مع فارق أن العمل المنسوخ مليء بالأخطاء الإخراجية المضحكة، كأن يتحدث المسلسل عن رجل فائق الثراء، ويبدل سيارة زوجته بين الحين والآخر، ثم تظهر طاولة الطعام التي يتناولون عليها الطعام شبه عادية لا تنم عن هذا الثراء، وأيضا يبالغ المخرج في مواقف المصادفة العجيبة التي تحدث للمرأة في كل حلقة لإنقاذها من اكتشاف زوجها لخيانتها.
وفي أعمال أخرى، يظهر ويتجلى «السلق» على أشده، فتظهر أخطاء تاريخية في أعمال تستند الى الماضي، وفي غيرها من الأعمال يدور المخرج في أجزائه الستة ـ مثل باب الحارة ـ في حلقة فارغة من التكرار والضحك على عقلية المشاهد.
هذا التسطيح الدرامي له أثر سلبي على ذائقة المشاهد وثقافته، ويفترض بالقنوات التلفزيونية أن تتحمل مسؤولية وعي الناس فهذا أهم من الدخل الإعلاني الذي تسعى إليه على حساب الاخلاقيات والعقول.
[email protected]