يسود الصمت والجمود الكثير من أبناء وطني خلال الاحتفالات بأعيادنا الوطنية ولا يشعرك أي منهم بأي تفاعل يدل على ابتهاجهم وفرحتهم بهذه المناسبة، يمارسون حياتهم تماما كالأيام الاعتيادية، تطوف من أمام بيوت بعضهم علك تجد علم الكويت يعلوها أو منصوبا هنا أو هناك أو أطفالا لهم يتوشحون بأثواب مطرزة بألوان علم بلادي أو حتى سياراتهم تزينت ببيارق الكويت، حتى في المقاهي والدواوين التي يترددون عليها لا تسمع لهم رأيا او ردة فعل حول مظاهر الفرح، أو تعقيبا على الاحتفالات والبهجة العارمة للشارع الكويتي!
الأجواء العامة تسيطر عليها مشاعر السعادة للصغير قبل الكبير، حتى السياح الخليجيون يقصدون أجواءنا البهيجة هذه الأيام لتميزها وصدق معانيها وسمو مقاصدها فتعيش الحلم وتتعرف على معاني الولاء والوطنية بمفهومها الكويتي.
غريب جدا أن تجد هؤلاء الصامتين الذين يجبرونك للبحث عن إجابة حول صمتهم. اقتربت ذات يوم من أحدهم وسألته، فأجابني قائلا:
٭ الفرح والتعبير في أعيادنا الوطنية، يكون من خلال إظهار المواطنة الحقة ومنحها حجمها الذي تستحقه، لأنها المحك الحقيقي لحب الوطن وهي الفرح والمرح والبهجة والنشوة أيا كانت النوعية والكيفية التي تعبر عنها دون رقص الشوارع.
٭ المواطن لا يستغني عن الوطن، والفصل بينهما تماما كفصل الرأس عن الجسد، أو فصل الأم عن أبنائها.
٭ المواطنة ليست قصيدة تكتب في مدح الوطن أو مقالة تختط ولا هوية «نشيلها في مخابينا» بل هو شعور يستلهم.
٭ المواطنة مسؤولية وإخلاص للوطن، لا نشيدا نتغنى به أو لمطرب مغمور يمتطيه للشهرة.
٭ المواطنة تقترن بالإخلاص للوطن لا يعرف لفبراير تاريخا ولا للمناسبات الوطنية موعدا إلا رمزا. والأخير غير ملزم لي ولا لكم.
٭ المواطنة لا تخضع لأحكام الظروف بل هي خارج نطاق الاعتبار أيا كان حدوده، وهي مجموعة من الحقوق والواجبات التي يجب أن يقوم بها المواطن تجاه وطنه في أي زمان وأي مكان.
٭ نعيش سباقا محموما وتزاحما على كتابة الشعر الوطني الفاقد ـ عند البعض ـ لفيتامين الولاء للوطن المتعمق جذور معانيه في الفهم الصحيح لكلمة «ولاء»، فتوسعت دائرة التعريف بها.
٭ أنا وانت نعيش الفرح وننتشي معناه، ونستنشق عبير ذكرى تحرير بلادنا لكن بصمت. أنهى حديثة وأنهيت جلوسي معه وغادرته مثقلا بمعان للفرح هربت كلماتها من القواميس لتنبذ المعسول من الكلام والهش من.. الأفعال.