منذ أكتوبر من عام ١٩٩٥حتى عام ٢٠٠٠ تشرفت بإعداد وتقديم البرنامج الاذاعي، حدث من بين الأحداث، من فكرة الإعلامي المخضرم مدير عام إذاعة البرنامج الثاني الأسبق خليل ابراهيم (الله يذكره بالخير) وإخراج المرحوم بإذن لله تعالى محمد عيسى. أختص البرنامج بعرض قضايا الاحداث المنحرفين من واقع سجلات ادارة رعاية الاحداث لمناقشة وتشخيص أسباب انحرافهم، بهدف تقديم رسالة إعلامية تتعلق بحماية ابنائنا من الوقوع بالأعمال المجرمة، فضلا عن تقديم الثقافة القانونية لقانون الأحداث الكويتي السابق «٨٣/٣»، في عام ١٩٩٦ أي بعد مرور عام على انطلاق البرنامج استضفت حدثا منحرفا سطرت ضده عدة قضايا منها قضية اعتداء بضرب أحد «صبيان الفريج» فأصيب بعاهة مستديمة.
سألته عن الأسباب التي دعته للقيام بضرب الضحية ضربا مبرحا؟ قال: «خزة» ليش يخزني!! حيث تتلخص وقائع جريمته، عندما قاده تفكيره المنحرف ذات يوم القيام بسرقة سيارة والده أثناء نومه فترة الظهيرة وتوجه بها مع رفاقه لبيت أحد الأصدقاء لاصطحابه معهم «للتسكع»، وبينما كانوا بانتظار خروجه من المنزل وإذ بالضحية يسير على قدميه بالقرب منهم موجها سهام نظراته الحادة على الجاني «يخزه» معبرا خلالها عن رسالة غير لفظية يرسلها للجاني تحمل في طياتها معرفته بحقيقة أمره الذي يتزعمه بدءا من قيادة السيارة المسروقة وترؤس الصحبة للقيام بجولة «للتشفيط» لاستعراض مهاراتهما أمامه وأمام الآخرين من أمثاله، لم تعجب الجاني تلك النظرات فبادله بنظرات مماثلة «الخز» واستمر الحال على «خزني واخزك» وترتفع وتيرة الموقف سلبا بينهما حتى حدث ما كان متوقعا من ردة فعل مراهقين بأعمارهم لتبدأ معركة الشجار والضرب بين الاثنين ويفزع أصدقاء الجاني وينهالون ضربا على ذلك المتطفل حتى تدخلت عناية الرحمن لإنقاذه من قبل المارة لتسفر المعركة غير المنصفة عن إحداث عاهة مستديمة بالضحية تحرمه الإنجاب ما بقي على قيد الحياة !! والسبب في ذلك كله «ليش تخزني»؟!!! سألته: هل ندمت على فعلتك؟ قال: بالطبع.... لا!!! لماذا؟ قال: «هذي» مرجلة!! هكذا هي ثقافة بعض أبنائنا المراهقين عندما تتدخل «خزة عابرة» من المرسل الى المتلقي لتشكل رسائل غير لفظية بين الاثنين يتأزم خلالها حديث النفس الصامت بينهما والكاسب فيه من «يكسر» عين الآخر! بمعنى الذي يجبر الآخر على تحويل نظراته عنه ويعلن الاستسلام! يا له من سلوك سخيف يؤكد انعدام الثقة وانحدار حاد وخطير في مؤشر اسلوب التربية ومواد بناء شخصياتهم المحطمة واستمراره بوتيرة خطيرة قد تقودهم اما الى السجن او العاهة المستديمة أو إلى..المقبرة!