(رحت) مع أسرتي لزيارة والتجول في مشروع «برايح سالم» في السالمية قبل يومين وكنت متحمسا لمشاهدة أحدث إبداعات صحوة النهضة العمرانية للمشاريع التنموية الاستراتيجية الوطنية المبرمجة التي تعلو في سماء مجدك يا وطن.
قامت الجهات المختصة في بلدية الكويت بدراسة تحويل جزء من سالم المبارك لمشروع سياحي تجاري ترفيهي ليعد تحفة رائعة تضاف إلى المشاريع التي تنقل الكويت لعهد جديد في الحداثة والتطور.
شارع (سالم المبارك) في منطقة السالمية يعد أحد الشوارع التاريخية التي تحاكي نهضة الكويت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وقد روعي في هذا المشروع (برايح سالم) إنشاء مساحات مظللة وأكشاك لأصحاب المشاريع الصغيرة ونوافير وألعاب للأطفال ومسارات لذوي الإعاقة ومواقع مخصصة لسيارات الإسعاف والمطافئ.
نعم لرؤية بلدية الكويت وأفكارها التي تحولت إلى واقع فعلي يحقق الانتعاش التجاري والاقتصادي ويحقق جزءا من رغبة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي.
لم يكن المشروع عاديا فهو اقترب في التشبيه (مجازا) من الشوارع أو الميادين الرئيسة في المدن الأوروبية مثل (شارع تسايل) فرانكفورت بألمانيا أو شارع كارنتز في ميونخ أو شارع (ماريا هيلفير) في فيينا بالنمسا، لذا تخيلنا أنا (وعيالي) وأجرينا المقارنة العفوية وحاولنا أن نغير واقع المشروع وسرحنا بخيالنا الواسع إلى تلك المواقع الأوروبية وقلنا لأنفسنا: ولم لا نكون نحن يوما كذلك؟ حتى أعادتني أضغاث أحلامي للكويت لأختال بنفسي وأنا (أتمشى) بمجمع ( ) المصمم بنموذج عالمي من واقع الخيال الذي تحدى حرارة الطقس، وأجبرنا على التجول فيه وزيارته بشكل يومي حتى ولو لم تكن لنا حاجة في أسواقه أو مطاعمه ومقاهيه سوى أننا نهرب من لهيب حرارة الطقس لوجود المقومات الجمالية الحياتية التي تجبرك على البقاء فيه لفترات طويلة تنسيك متاعب الصيف بسبب ما جهز به هذا المكان بأجواء باردة بتغطية سقفه بمادة (ETFE) ضد حرارة الطقس الشديد، وهو بمساحة قد تكبر مساحة (برايح سالم) بثلاث أو أربع مرات وزودت بأفخم أجهزة التكييف عالية الجودة حينها عدت لحلمي وأنا أعيش الظروف نفسها ولكن في (برايح سالم) وبإبداع كويتي. هل هذا مستحيل؟
صحوت من أحلامي، «حكيت خشمي» انهالت علي نوبة العطاس، أصر الأبناء على العودة فورا إلى السيارة لشدة الحر.. أغريتهم بأكواب من الآيس كريم أو الجلوس في أحد المطاعم المنتشرة هناك لكن دون جدوى.
كم نحن مساكين فالأشهر الستة (مايو - أكتوبر) ستحرمنا من التجول في برايح سالم (يا حسافة) !! «صج الحلو ما يكمل».