خـلال الجلســـات المقـبلة ســيـنـاقــش مجلس الامة قانون التقـــاعد المبـــكـر للمرأة الكويتية، هذا القانون الذي له مؤيدون لهم اسبابهم، وفي الوقت نفسه هناك من يعارضه وكذلك لهم قناعاتهم بهذا الخصوص.
بقناعتي الشخصية ان الكثير من القوانين التي تخص المرأة، مثل الوضع والامومة والتقاعد المبكر، والتي فجأة، سبحان الله، ادرك اخواننا النواب بالمجلس اهمية اقرار مثل هذه القوانين المتعلقة بالمرأة ومثل ما يقال بالكويتي «لا تستانسين مو علشان سواد عيونچ» لكن لغرض في نفس يعقوب، منها المصالح الشخصية، واعتقد الاكثرية يعلم بها والحديث عنها ممل وماخوذ خيره.
اعتقد هناك فئة ستؤيد وبشدة هذه القوانين وخاصة موظفات القطاع الحكومي وازواجهن الذين اساسا تم تعيينهم بواسطة هؤلاء النواب ومنهم من تسبب بالتكدس والتخلف الوظيفي لا شغلة ولا مشغلة، ريوق وأكل واستأذان ومرضيات، بالاضافة الى نسبة كبيرة من الموظفات اللواتي يطالبن بالترقيات وما يهمهن هو تسلم الراتب دون تحقيق اي انتاجية، وتمر السنون وتصل الواحدة منهن الى سن التقاعد، والآن «المبكر» يا الله هدية قيمة يقدمها النواب للموظفات من هذه الفئة على طبق من فضة وعلى حساب الدولة، عكس المرأة العاملة بالقطاع الخاص والبنوك والتي ومن دون تحيز، ليس لديها الوقت لشرب القهوة احيانا والتي تحاول دائما الابتكار والعمل والتجديد لتطوير نفسها.
لنأخذ الموضوع بجدية أكثر وموضوعية واهمية وذلك للمصلحة العامة ولمستقبل بلدنا وخاصة بناتنا فاذا فعلا طبق هذا القانون فبرأيي ان فيه تدميرا للمرأة الكويتية المنتجة والمخلصة ذات الخبرة والكفاءة بطريقة غير مباشرة وبالاخص في ظل هذه الظروف التي تحاول الدولة فيها تطبيق خطة التنمية والمشاريع والـخــصخــصـــة «للرجال فقط عند بعض النواب» أي ابعاد المرأة عن الدور التنموي، لنأخذ مثالا بسيطا هل لدى وزارة التربية الاستعداد بكل سهولة للتفريط في المدرسات والتنازل عن الكوكبة صاحبة الخبرة وتشجعيهن على التقاعد المبكر «قعدي ببيتچ وييچ راتبچ الى حسابچ» هل ضمن خطة النواب ابعاد المرأة من اجل راحتها لاستبدال المدرسات بالمدرسين في مدارس البنات حتى يتم سيطرتهم بشكل كلي على كل المواقع؟
اعتقد ان في ذلك ارتكابا للكثير من الجرائم بحق دولتنا اذا ما طبقت هذه القوانين، منها بذخ وتبذير اموال الدولة بالملايين لفئة غير منتجة، وقد تكون غير منتجة حتى في بيتها، لنكن واقعيين وصريحين فمعظمنا نحن النساء لدينا المربيات والعاملات بمنازلنا ونترك بيوتنا وحتى اولادنا اثناء فترة الضحى معهن، كثيرات يذهبن فقط للجلوس بالاسواق مع صاحباتهن، ونتساءل كذلك كيف تتساوى المرأة الطموحة والمخلصة مع من تريد الراتب فقط؟ الأهم في هذا كله هو المحاولة للرجوع بالمرأة لعصر جداتنا «انتي شغلچ تطبخين وتغسلين وتحملين وتربين عيالچ يعني مالج الا بيتچ وريلچ» متناسين اننا بعصر العولمة والانترنت والآي فون والبلاك بيري والناس وصلت للمريخ، الخلاصة العمل هو العمل فكل من الرجل والمرأة يؤدي دوره كاملا اذا كان هذا العمل لمصلحة البلد وتنميته والاهم من كل هذا ما يحققه العمل من تأمين لمستقبل اولادنا.
[email protected]