الاحترام بأنواعه حاجة نفسية لكل إنسان كحاجته للهواء والماء والغذاء، وليس بالضرورة تكون غنيا أو ذا سلطة أو نفوذ حتى تحترم، فديننا الإسلامي وعقيدتنا وقيمنا وتربيتنا كلها تدعو الإنسان لاحترم ذاته والآخرين، ومتى ما احترم الإنسان نفسه فرض احترام الآخرين له وعليه والشخص المحترم هو الذي يستطيع أن يسيطر على أقواله وأفعاله ومنها تكون خطواته واضحة ومتزنة ومحترمة. وهذا يحتاج إلى فن وذوق ومهارة وثقافة. والاحترام قابل للتعديل والتطوير مع تقدم العمر.
للأسف هناك أناس تفقد هذه المهارات (وايدين) وهم (فاشلون) وغير محترمين بالمجتمع من صفاتهم عدم الوضوح والصدق مع أنفسهم قبل الناس لأن هذه الصفات تحتاج إلى الثقة والشجاعة والذوق والأخلاق، والناجح والمحترم هو من لديه هذه الصفات. فالاحترام أنواع منها الاحترام من أجل الاحترام لأن صاحبه تربى في بيئة محترمة وهو ذو معدن أصيل لا يتملق أو ينافق تربى على خلق عظيم وهذا أنبل أنواع الاحترام. وهناك احترام بسبب الخوف وهو للشخص الضعيف الذي لا يستطيع المواجهة لعدم الثقة بنفسه.
وهناك احترام للمنفعة أو المصلحة الشخصية «وايدين» فصاحبه أناني ومنافق وهو أحقر أنواع الاحترام لأنه يتلون ويتغير على حسب مصلحته متى ما انتهت مصلحته انتهى احترامه للآخرين وربما يكافئ الآخرين بشر أعماله وأقواله وأصحاب هذا النوع خطرون على المجتمع وللأسف يزداد عددهم.
فيا أيها الإنسان اختر موقعا ونوعا من الاحترام لك حتى تفرض احترامك على الناس وتحترم واعرف مواقع من هم حولك حتى يمكنك أن تتعامل مع كل شريحة منهم على حدة وكن على خلق وأدب، فالاحترام يأتي من خلال تعايش الفرد بنزاهة مع نفسه ومع الآخرين وتعامل مع الغير بأدب وبكلمة صادقة وبمودة وتواضع. فأنت من أمة جاء رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم لكي يتمم مكارم أخلاقها، ولا تنس قول الشاعر
«وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»
الحياة حلوة فقط نفهمها