نوال الدرويش
الطريق الى النجاح في أي مجال من مجالات الحياة دائما ما يكون محفوفا بالمخاطر، كما انه يكون مزروعا بالأشواك أحيانا، ومملوءا بالكفاح والمثابرة دائما، واذا كان هذا الطريق لابد ان يسلكه فريق كامل، فالنجاح في هذه الحالة يحتم على جميع اعضاء الفريق التعاون والتكاتف ووضع مصلحة الفريق فوق أي اعتبارات اخرى.
ولا شك في اننا جميعا نفهم هذه النظرية ونقف على أبعادها وتفاصيلها، وأيضا مردود الاخلال بها، لكننا عندما ننتقل الى الوضع الذي نعيشه على أرض الواقع في بلدنا الحبيب، نجد اننا وللأسف بعيدون كل البعد عن تطبيق «الجماعية والتعاون» في الأداء والسعي نحو الارتقاء بالكويت.
ففي ظل الازمة المالية العالمية، التي ضربت معظم بورصات العالم، وجدنا الاتهامات من أعضاء في السلطة التشريعية ورفع أصابع الاتهام نحو نظيرتها التنفيذية، والتلويح باستجوابات، بدلا من البحث أولا عن الاسباب والحلول للاسراع في تجاوز الازمة.
كما وجدنا تلويحا بالاستجواب عقب حادثة تافهة من فتاة لا تمثل الا نفسها خلال أحد الاحتفالات، وكأن الوزير مطالب بضبط كل فرد يعيش على هذه الأرض وعليه ان يتحمل أي خروج على النص، برغم انها تصرفات فردية وعشوائية، والأعجب ان تأخذ هذه الحادثة التافهة اكبر من حجمها في ظل هذا الوقت الذي يحتم علينا ان نلتفت للكثير من المشاكل الحقيقية التي يعيشها المواطنون، والتي اخرت الكويت في شتى المجالات.
وفي الوقت الذي يقوم فيه سمو رئيس مجلس الوزراء بجولات مكوكية تنفيذا للرغبة الأميرية في تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري على أرض الواقع، وحل الكثير من المشاكل التي واجهت طلابنا في الولايات المتحدة الأميركية، وانصاف جمعياتنا الخيرية وبيان حقيقة دورها في مساعدة المحتاجين وغيرها من الأمور المهمة خرج علينا من ينتقد هذه الجولات ويقلل من شأنها.
اما عالم الإنترنت المفتوح والثورة المعلوماتية الهائلة التي يعيشها العالم، والتي تصعب السيطرة عليها، فإذا ما خرج أحد المواقع على النص، يهدد مباشرة وزير المواصلات بالاستجواب، وكأننا نعيش باستمرار حالة من الترصد لتسجيل مكاسب دعائية وانتخابية على حساب مصلحة المواطنين.
لا ننكر ان هناك مشكلات كثيرة، كما ان مظاهر الفساد الاداري تضرب الكثير من مؤسساتنا الحكومية، لكننا مطالبون بأن نكون فريقا واحدا، علينا ان نترك المصالح الشخصية الضيقة في سبيل المصلحة العليا للارتقاء بكويتنا الحبيبة وتحقيق احلام المواطنين وحل مشكلاتهم والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم والنهوض بأجيال المستقبل لرفع راية الكويت ومواجهة التحديات الكثيرة في عصر العولمة الذي نعيشه.
السادة اعضاء السلطتين، لا نطلب منكم سوى مراعاة مصلحة المواطنين ووضع الكويت نصب أعينكم، ونناشدكم النظر الى الدول من حولكم لتدارك الأمر، وكلنا ندرك اننا لا ينقصنا شيء لتحقيق التنمية الحقيقية سوى التعاون والتكاتف، فهل سنرى ذلك؟