نوال الدرويش
إذا نظرنا إلى الدول الأجنبية خلال العصر الحديث نجد انها تقدمت كثيرا علينا، حتى اننا نحتاج إلى عقود طويلة لنتمكن نحن أصحاب الشرق الأوسط والدول العربية تحديدا من اللحاق بها.
ونسمع كثيرا ان بعض المفكرين يقولون ان الغرب أخذوا من الإسلام تعاليمه فعملوا بها، فيما تمسك المسلمون بالاسم وتركوا الجوهر ما كان سببا في إحداث هذه الهوة الكبيرة بيننا وبينهم.
ومن أهم الأشياء التي اخذها أهل الغرب من الإسلام أدب الحوار، واحترام الآخر، والصدق والشفافية في المعاملة بعيدا عن المجاملة وأسلحة الواسطة، كما انهم أسسوا أعمالهم على التعاون والإخلاص والتفاني في العمل.
ولا شك في ان هذه الأمور جميعا يدعو إليها ديننا الحنيف.
اما نحن فقد انشغلنا بالصراعات والهرولة وراء المناصب والاعتماد الكبير على الوساطات، كما ذهب كل فريق بعيدا برأيه معتبرا انه الوحيد الذي على صواب، غير عابئ بأي رأي آخر فتحول الاختلاف الى خلافات ووقفت عجلة التقدم والتطور لدينا.
والمتفحص في أمورنا السياسية في الديرة بشكل خاص يجد اننا كمن يدور في حلقة مفرغة، ففي حين يبحث المسؤولون في الدول الأخرى عن الحلول الناجحة لمشاكلهم نعود نحن الى الوراء لإثارة أحقية المرأة في التوزير من عدمها، ويخرج علينا البعض بأقاويل وتصريحات عن النساء وكأنهن مخلوق من كوكب آخر تجب محاربته وسد أي باب أمامه نحو التقدم أو التطور.
فهل غفل هؤلاء عن ان المرأة كانت في عهد النبي ژ تشارك في تطبيب المصابين في الغزوات والحروب، كما كانت زوجات الرسول ژ مستشارات له، بل ومساعدته في توصيل مفاهيم الدين الصحيحة إلى كثير من الرجال والنساء، ولسنا هنا بصدد تعداد ذلك بقدر رغبتنا في تذكير المتناسين.
وإذا نظرنا الى مكانة المرأة في كثير من الدول الأجنبية والعربية أيضا نجد انها صارت شريكا في سن التشريعات، بل وصانعا للتطور، ولا نحتاج إلا للنظر قليلا حولنا ثم نعود لنرثي حالنا.
وفي كلماتي هذه لست منحازة إلى المرأة كوني واحدة من بنات حواء ولكنني هنا منحازة إلى الكويت الغالية، التي أطمح الى أن أراها في مصاف الدول المتقدمة، يسودها الاحترام المتبادل والتعاون الفعال بين جميع أفرادها، وكفانا نظرا الى الوراء.