نوال الدرويش
لا أعلم هل نفتخر بما لدينا من ديموقراطية تحسدنا عليها دول كثيرة على مستوى الشرق الأوسط، ام نحزن ونموت كمدا على ما صار اليه مستوى الحوار بين جميع الأطراف السياسية، ما ادى الى تعطل التنمية في جميع المجالات؟
فعلى صعيد الحق الدستوري، لا شك في ان كثيرا من زملائنا واصدقائنا في الدول العربية والخليجية يشيدون بجرأة الطرح داخل مجلس الأمة عندنا، بل لا نخفي انهم يعلنون امامنا تمنياتهم بأن تكون الديموقراطية عندهم نصف مستوى ديموقراطيتنا، ويتحفوننا بعبارات الثناء والمديح على الجرأة في الطرح من قبل النواب ودخولهم في قضايا كثيرة ودقيقة لا يسمح بالاقتراب منها في بلادهم.
اما نحن فإننا نسمع كلامهم هذا والألم يعتصرنا من الداخل، فنحن نتمنى ان ننعم بهذه الدرجة العالية من الحرية والديموقراطية التي سبقنا بها الكثير من دول المنطقة باعترافهم، ولكننا في نفس الوقت نطمح الى ان يتلمس ممثلو الشعب احتياجاتنا الحقيقية، وان يضعوا في أولوياتهم واجنداتهم ما نعانيه من مشكلات، وان يبذلوا جهودهم لاقتراحات من شأنها ان تعزز اقتصادنا القومي وترفع من شأن الخدمات العامة، وترتقي بالتعليم والصحة وتقضي على الغلاء الفاحش، كما نرجو منهم ان يكرسوا جهودهم لسن القوانين التي تخدم السواد الأعظم من الشعب.
واعود الى نفسي فأوجه اليها اللوم بأشد وألذع العبارات، فنحن من اختارنا نوابنا، ونحن من اوصلناهم ونحن من ننخدع بقوة وجرأة وشجاعة كل من يرفع منهم ادواته الدستورية في وجه الوزراء، حتى ان كانت هناك مصالح خاصة، ومعاملات شخصية وراء هذا الإجراء.
لا شك في اننا جميعا مدانون، وبالتأكيد مخطئون في حق هذا الوطن الغالي الذي يستحق منا ان نبذل كل غال ونفيس من اجله، وان نتذكر جميعا اننا زائلون والكويت هي الباقية، فمهما حققنا من مناصب ومهما جمعنا من اموال، ومهما نلنا من شهرة، فلن يذكر التاريخ المنصف الا من اعطى لوطنه وحافظ على ثرواته وعمل جاهدا لرخائه واستقراره.
اناشد كل القوى السياسية وجميع افراد الشعب ان يسعى كل منا الى خدمة الكويت وتعزيز امنها واستقرارها واعلاء شأنها في جميع المحافل الدولية، وعلينا ان ننظر جميعا الى الدول التي تحسدنا على ديموقراطيتنا لنقيس مدى تقدمها خلال السنوات الاخيرة وعلينا ان نقارن ذلك بالأوضاع لدينا.
نتمنى ان نفخر بكل شيء، بالتقدم والاستقرار والديموقراطية، ولا شك في ان امكانياتنا البشرية والمادية والجغرافية تسمح لنا بأن نحلم وان تصل احلامنا الى عنان السماء، فهل سنبقى كثيرا نحلم ام سنرى ما نتمناه قريبا على ارض الواقع؟