فكر.. وإن أراد من يملك الإرادة في تغيير ما لا يتناسب والأهواء، بدل أماكن أول حرفين فيصبح أي صاحب فكر متهما بلا جريمة.
ويدخل في عمليات النزاع ونفي التهم والولوج إلى أروقة لم يعهدها ولم يقصد أن يكون أحد روادها، إلا انها القوة وفي كل شيء، وان أبرأ نفسه من التهم باستنزاف الكثير من وقته وفكره حول ما أدخلت فيه من دوامات، فلا فائدة ترجى من أن يعرض على الناس كتاب براءته وإن كان بصيغة (هاؤم اقرؤوا كتابيه)، فلن يهتم أحد ولن يتذكر أحد لم أستبعد أصلا، إلا أنه هناك مشكلة تخصه ولا يريدون معرفة تفاصيلها أبدا.
هل يستحق مجتمع كهذا أن تكابد أي شيء لأجله؟ أو هل هناك ما يستحق أن تصل إلى مراحل متقدمه من النزاع؟ لا أعتقد ذلك أبدا، ما الذي يرغم أي شخص للقيام بدور البطولة في فيلم سمج وغير مستحق إلا المصالح الشخصية وتحقيق الذات أو الشهرة... وأي معارض هو... وهل يعتقد انه زعيم او قائد حقيقي على الأرض، لا أعلم، فكل زعماء الثورات الحقيقية وأبطالها لم يكونوا مؤسسيها أو القافزين على أحد منعطفاتها المثيرة، بل هم حصيلة أحداث وظروف اضطر بها المجتمع اضطرارا لإبراز أحد للقيادة، على أن يكون هذا الشخص يمتلك نفس المشاكل ويشاطرهم نفس الظروف المهينة كالجوع والاستبداد والقهر ، ولا بد ان يكون له شخصية قيادية تختلف عن فكر القطيع، قائد حقيقي للمرحلة إلا انها مرحلة فقط.. والمصيبة وكل المصيبة انه وعند الانتهاء من العرض الكبير في مسرح الحياة يترجل هذا البطل عن هذا المسرح بأحر الهتافات والتصفيق حاصدا أهم الجوائز المعنوية في البلاد وتؤول المرابح المادية لمالك المسرح وزبانيته فقد انجلت الظلمة وانقشعت الغمة.. وهنا يبرز دور البطل الكرتوني الذي يهديهم سبل الرشاد ولا يريهم إلا ما يرى، وبطبيعة الحال فالقطيع يحتاج إلى الراعي الذي يسومه سبل العيش وإن كانت غير رغيدة، فالكثير من البشر من يحتاج إلى أن يكون ضمن القطيع وإلى الراعي عبودية داخلية لا يستطيع أن يجد لها مبررا بل بالعكس فهذا الوضع الاستعبادي ما يبث في قلبه الراحة والسرور، ما يجعله يفاخر أترابه من أبناء القطعان الأخرى بمفاخر ومناقب هذا الراعي الأصيل ولا أكذب إن قلت أنهم ينزلونه منزلة بوذا لأصحابه، فهم من يؤمن باستنارته وتعاليمه ووجوده، وإن كان لبوذا أربع حقائق نبيلة، فللراعي آلاف الحقائق النبيلة التي تميزه عن باقي الرعاة.. وهذا ما فهمه انصاف المعارضين واقتاتوا منه فما هي إلا سبر الفرص وانتهازها فطنة منه ولعلمه الأكيد اننا لسنا في ثورة مستحقة او حقيقية لذا تجده يمارس الترف السياسي وبحرفية عالية لتحقيق أفضل النتائج المخطط لها سلفا، في غياب تام للجمهور السلبي المحب (للأكشن) وهذا هو ديدن البشر شئنا أم أبينا.
[email protected]