الحولاء هي امرأة تعمل خبازة في إحدى القرى وعند نقلها لخبزها من مكان لآخر داخل القرية أخذ أحد الناس رغيفا دون رغبتها فاستنجدت بأحد المارة الذي كان جاهزا للتدخل الذي أشعل فتنة كبيرة بين مؤيد ومعارض الى حد القتال وهي أحد أمثلة الشؤم عند العرب (اشأم من رغيف الحولاء).
لم أشأ أن أتكلم عما يدور حولنا من شقاق وأزمة بين دول مجلس التعاون فما الجديد في ذلك؟ فالكل أصبح محللا ومستشارا للقضية وأوجد الحلول صرفا من رأسه معتمدا على (الهقوة) فقط. رافقني الأمل الممزوج بالشيمة العربية التي تعودنا عليها بيننا وبأننا نختلف ولكن لا نصل الى آخر الطريق، كم كنت اتمنى أن تكون النهاية في كل أزمة كالبداية للتأسيس لهذا المجلس الجميل الذي أراه الآن مجلس شبه متعاون لا مجلس تعاون، فهو ومنذ أن رفض الاتحاد الاقتصادي فيما بيننا ركب قطار التفكك سكة عدم التلاقي وإن كان بحركة بطيئة، لأنه وكما هو معلوم فإن عصب الحياة هي المصلحة والمال، فإذا انتفت هذه الخصلة ما عاد للتجمع من معنى غير القشور، كم كنت أتمنى أن تلغى الحدود وترتبط دولنا فعليا بسكك الحديد والخدمات المتبادلة إلا أنني الآن لا أطمح إلا الى السلامة، ولا أريد غير ألا يتوسع الأمر أكثر، وكما يقول المثل «غنيمة منها السلامة غنيمة».
ولم نتجه الى هذا المستوى إلا عند تدخل من لا يعرف ماهية الشيمة العربية وأصبح يدير وينظر إعلاميا لأحقاد يعاني منها ورغبة منه في أن يكون الحال أسوأ مما كان. ان كان الاستغفار بابا من أبواب الرزق فإن الدعاء وملازمته والعمل بنية خالصة لله أوجب من اقتسام رغيف الحولاء والتنازع فيما بيننا على أشأم الوجوه الاعلامية الرذيلة، «اللهم ألّف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام».
[email protected]